قررت الحكومة منح مشروع العبدلي اعفاءات ضريبية وجمركية كبيرة وصلت الى درجة استياء العديد من المطورين العقاريين الذين استثنيت مشاريعهم من ذلك القرار.
الاعفاء الحكومي الاخير يأتي ضمن قرار يمنح تسهيلات واعفاءات للمشاريع العقارية التي يزيد حجم الاستثمار فيها على 200 مليون دينار, ولا ادري ما هي الأسس التي دفعت الحكومة لاعتماد هذا الرقم.
على أية حال فان موجة من الغضب والاستياء تسود اوساط المطورين بسبب ازدواجية التعامل الحكومي مع المشاريع حسب رأيهم, علما ان مشروع العبدلي لا يحتوي على مشغل او مطور واحد انما فيه عدد كبير من المطورين بمعنى انه لا يجوز ان نعتبره مشروعا عقاريا واحدا لانه في بقعة جغرافية محددة, والا باستطاعتنا ان نطلق الوصف على مشاريع العقبة والبحر الميت فكلها في مكان محدد وتعمل تحت قوانين خاصة.
من ناحية اخرى يرى بعض المطورين انه لا يوجد اختلاف في الهدف النهائي لمشاريعهم ومشروع العبدلي او اي مشروع كبير, لان الهدف في النهاية هو التأجير او بيع العقار, وبالتالي فان الحكومة تعمل على محابات مستثمر على حساب مستثمر آخر, مما يضعف من تنافسية البعض منهم.
آخرون يرون ان الحكومة تخطئ بدعمها المشاريع الكبرى في الوقت الذي تتجه كل دول العالم الى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة على اعتبار انها ذات اثر مباشر واكبر في القيمة المضافة للاقتصاد الوطني مما هي عليه الحال في المشاريع الكبرى.
كما ان البعض من المطورين يؤكدون ان استثماراتهم تمول بالشراكة مع مستثمرين اجانب, في حين ان المشاريع الكبرى قيد التأسيس جزء كبير منها مول باموال داخلية او بقروض محلية, بمعنى انها لم تساهم ايجابا في زيادة التدفقات النقدية الاستثمارية للمملكة.
وهناك من يرى ان القرار الحكومي وعلى نحو ما يخدم طبقة معينة من رجال الاعمال ممن باتوا يوظفون السياسة في التجارة .
اذا كان مشروع مثل العبدلي استحق مثل تلك الاعفاءات والتسهيلات, فكيف هي الحال بالنسبة لمشروع اراضي دابوق ومنشآتها الحيوية? علما ان الاخير سيشكل تحديا لجميع المشاريع العقارية التجارية تحت الانشاء في المملكة ان تم تنفيذه على النحو الذي يتحدث بعض المسؤولين.
قرار الاعفاء الاخير لا يحفز الاقتصاد الذي تتطلع الحكومة الى انجازه في ظل موجة التباطؤ التي يشهدها عدد من القطاعات الاقتصادية بسبب الازمة المالية العالمية, المطلوب; تحرك لانتشال المشاريع الصغيرة ذات القيمة المضافة العالية حتى نضمن نموا قادرا على استيعاب الاعداد المتزايدة من الخريجين وخلق فرص عمل في مختلف المحافظات.0
salamah.darawi@gmail.com