الأردنيون والكونفدرالية والأونروا ..
سميح المعايطة
04-09-2018 12:44 AM
أيا كانت الأسماء فإن تفكير إدارة ترمب فيما يخص الملف الفلسطيني يقوم على تقديم كل الخدمات الممكنة لكيان
الاحتلال وتحقيق ما يرى أنه يخدم مشروعه، ولهذا فهذه الإدارة لم تقدم مشروع سلام أو حتى إعادة المفاوضات ولو
شكليا بل ذهبت إلى تنفيذ تصوراتها فكان قرار نقل السفارة للقدس وعملية قتل وكالة الغوث وما قاله أمس الأول محمود عباس عن اقتراح أميركي بكونفدرالية مع الأردن.
بالنسبة لنا نحن الأردنيين فإن كل ما يتم له عنوان واحد وهو أن كيان الاحتلال لا يريد أن يعيد للشعب الفلسطيني ولو جزءاً من حقوقه الوطنية والسياسية، ويريد أن يدفن كل ما يشير إلى فلسطين وشعبها، فوكالة الغوث ليست مؤسسة دولية لتقديم خدمات التعليم والمعونات للفلسطينيين بل هي الشاهد على وجود قضية اسمها حق العودة والهوية الفلسطينية، ووجود الاونروا ليس مهما فقط حتى تبقى المدارس مفتوحة بل حتى يبقى المخيم وبطاقة اللجوء التي تؤشر إلى وجود احتلال وتهجير وتشريد، وكل ممارسة أو مشروع يجعل الفلسطيني غير فلسطيني هو خدمة كبرى للاحتلال أيا كان المبرر والمزايا، وأي هوية أخرى تعطي الفلسطيني أو يرضى بها هو التطبيق العملي للتوطين وهدر حق العودة والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.
وحتى فكرة الكونفدرالية او الفدرالية وأحيانا تكون على شكل دعوة لضم ما تبقى من الضفة الغربية للأردن فإنها في جوهرها أفكار يريدها الاحتلال للهروب من استحقاق الدولة الفلسطينية، وهي أيضا تطبيق لهدف صهيوني بتوطين كل الشعب الفلسطيني في الأردن تحت عنوان مشاريع وحدة بين الشعبين، وهذه الأفكار كانت وما زالت تلقى رفضاً من القيادة الأردنية منذ عقود وأيضاً من الأردنيين الذين يعلمون أن أميركا وإسرائيل ليستا مشغولتين بتحقيق الوحدة بين الأردنيين والفلسطينيين بل الغاية أن تضيع الهوية الوطنية الفلسطينية وأيضاً الهوية الأردنية خدمةً للمشروع الصهيوني.
سواءً ظهرت صفقة القرن أو لم تظهر فإن ما يتم طرحه وممارسته هو الأخطر، فقتل الاونروا والترويج لمشاريع الوحدة الوهمية أو نقل السفارة إلى القدس هو جوهر الموقف الأميركي، والغاية أن لا يبقى الفلسطيني فلسطينياً سواء على حساب الأردنيين وهويتهم ودولتهم أو على حساب أي جهة أخرى لكن المهم أن يدفع الفلسطيني الثمن الأكبر ويكسب المحتل.
الرأي