عُسر ألمطلبي بين النقابي والحزبي .. رابطة الكتاب الأردنيين أنموذجا؟
د.حسين محادين
03-06-2009 04:27 AM
*الوقفة الأولى؛ سجّل تأريخ رابطة الكتاب الأردنيين بكل القوى الحزبية والفصائلية التي ائتلفت مطالبة بالحريات الحزبية بالماضي، وضرورة الترابط مع قضايا الأمة والإنسان العربي، وبتحديد أوضح الموقف المناهض للعدو الصهيوني والتطبيع معه. أقول لقد حفل هذا السجل اللافت عددا من الانجازات منذ تأسيس رابطتنا عام 1974 من القرن الماضي ليس اقلها بناء هذا الإطار الثقافي الذي نعتز به وبأدواره التنويرية والتأثيرية التي لطالما حملت أوجاع الوطن والمواطنين بالتعاون مع النقابات المهنية لاسيما أثناء انقطاع الحياة الديمقراطية في بلدنا الحبيب حتى أواخر الثمانينيات من القرن .
.*الوقفة الثانية؛وهي مرحلة بعد تسعينات القرن نفسه؛ أي بعد اندلاع أحداث نيسان وإلغاء الحكام العرفية والحمد لله بالتزامن مع توقيع الأحزاب والقوى المختلفة على الميثاق الوطني كمتغير مفصلي على الصعيد الداخلي الأردني من جهة، ومن جهة موازية بداية سيادة القطب الواحد بعد انهيار الحليف السوفيتي الُمناصر تاريخيا للقوى والأطروحات التغيرية في العالم عموما؛الأمر الذي قلص بعدها من الطموحات القومية والأممية اقتصاديا وسياسيا لدى كل الروابط والتيارات النازعة للتغير في المجتمعات النامية والأردن جزء منها والتي كان يتوقع منها أن تتحول حكما وبمرونة ناضجة إلى أطروحات التشاركية عبر المؤسسية والإصلاح بعد أن تخلت واقعيا وميثاقياعن اطروحاتها الانقلابية السابقة بدرجة أو بأخرى؟؟
• رابطيا يبدو أن فكرة التغيير الكفاحي ماتزال حاضرة أو تحضر موسميا مع دنو الانتخابات الدورية كل سنتين للان( مع الاحترام لقناعة معتنقيها) ولكن بازدواجية في المعايير والسلوكات لدى البعض إذ ما زال الآخرون المؤمنون بالتعددية يُصنفون للان بأدوات لا تناسب مرحلة التعددية النسبية في بلدنا بعد أقرار الميثاق الوطني شعبيا بجوهر التغيير التنافسي نفسه، وعليه لا يستقيم الوعي والسلوك القائم على نعت/اغتيال الآخرين بارتباط في الحكومة بالمعنى السياسي بينما أجرة مقر الرابطة الجديد والراقي في الشميساني تدفعها الحكومة المذمومة انتخابيا من قبل هؤلاء البعض ؛ لا بل أن تكاليف سفر وفود الرابطة كانت حكومية أيضا -لا أدين هنا ولكني أتساءل عن مغزى الازدواجيات وجدوى ممارستها أمام شريحة من المثقفين الطلائعيين في مجتمعنا الأردني صاحب أعلى نسب في التعليم عربيا- عندما سعى أعضاء الإدارة السابقة مشكورين إلى محاولة الفوز برئاسة اتحاد الأدباء والكتاب العرب قبل أكثر من سنتين؟؟
• وبرغم المفارقات السابقة بقي الطرح والفرز عند البعض مشابها لمرحلة قبل التسعينات، متجاهلين حقيقة أن أعضاء من الرابطة قد اكتووا بمصاحبات الأحكام العرفية وفي الذروة منه إغلاق الرابطة نفسها دون أن يوازنوا في خطابهم وأحكامهم بعد، بين ما حدث في الأردن والعالم من تحولات مفصلية الخطاب التغيري الصادم/ والمنفر أحيانا للرأي العام الأردني وضرورة تعديل محتوى برامج الرابطة السجالية إلى مطلبيه تحقق أسباب الكرامة من: مسكن وتأمين صحي وتعليمي للزملاء أعضاء الرابطة ولأبنائهم نوعا من المكانة اللائقة محتوى وآفاق بإنسانيتهم عوضا عن إصرار البعض _رغم كبر سنه وتآكل طرحه بالاجترار- على ممارسة أنواع من الرياضات اللغوية والتخوين أحيانا للأسف لأي رأي مواز وحتى من داخل نسيج وانجازات الرابطة التي هي مثار تقدير كل المؤمنين بها كمظلة وحيدة لأعضائها.
• أخيرا..إنها دعوة إلى ايلاء الجوانب المطلبية الحياتية لأعضاء رابطتنا عناية قصوى في هذه المرحلة التي يجب نواصل فيها دعم أبناء أمتنا وفي مقدمهم المثقفون ضد كل أشكال الانتقاص من حقوقهم في التحرر والاستقلال. فأن كان العرض الجيد لأي قضية مطلبيه ملحة لدى زملائنا نُصف كسبها وهي كذلك كما اجتهد هنا، فأن هذا لا يتناقض إطلاقا مع ضرورة تمثلنا للحكمة الصينية القائلة "ما جدوى أن يكون العالم فسيحا مادامت نعلاي ضيقين" أنها محاولة لإطلاق كلمة سواء بيننا تعميقا لحضور وعينا كأعضاء مثلما هي أغناء لمسيرة رابطتناالعتيدة ماضيا ومستقبلا فالغد يبدءا من الان وليس ذاك المنتظر بعفوية الُسذج أو القدريين مثلا.