الكونفيدرالية وهم أمريكي .. والأردن لن يدفع الثمن
د. سيف تركي أخوارشيدة
03-09-2018 01:41 PM
سيبقى الأردن حرا مستقلا ، سيبقى الأردن أولا ، و لن يكون حلا للأزمات ، ولن تفرض عليه أية املاءات و خيارات لخروج المنطقة من أزماتها ، فالرضوخ غير وارد في سيناريو الحل و لا نمط مقبول في أجندة الأردن الحر ، رغم أنف العابثين و الملوحين لشعارات التوطين و الوطن البديل ، و رغم أنف التصريحات التي يغني بها عرابي الحل على حساب الأردن ، والتي تناوب على ذكرها لاحقا و بشكل أكثر صراحة و علانية الرئيس الفلسطيني محمود عباس و كوشنير ، و التي تشير الى توجهات الإدارة الأمريكية بخلق كونفيدرالية أردنية فلسطينية كنقطة حل أخيرة للقضية الفلسطينية ، و التخلص من الضغوطات و الأعباء الدولية و المطالب المتنامية بضرورة انهاء الملف الفلسطيني.
الأردن بدوره كرر مرارا على موقفه الثابت تجاه قضيته الأولى " القضية الفلسطينية " ، بأنه لن يقبل بأية حلول تكون على حساب الأردن ، و بالدرجة الأولى لا بد من موافقة كافة الأطراف و الفصائل الفلسطينية المسؤولة ، و تتضمن حلا عادلا ، عنوانه القدس عاصمة فلسطين ، و مع الحفاظ على حق العودة ، فلا تنازل أو تفاوض في هذه الثوابت التي تولى الأردن مهمة الدفاع عنها .
الإدارة الأمريكية يبدة أنها أعدمت الوسائل الدبلوماسية و بدأت اللجوء للغة الفرض و صناعة العداء و الإعلان عن نواياها المرة و الكريهة ، لتكن لاحقا أمرا واقعا ، فقد أعلنت انها أنتهت من اعتبار القدس عاصمة اسرائيل ، ولن تتطرق الى أمر نقل السفارة فهو أمر قد قضي ، و الأن تم الانتقال الى الخطوة اللاحقة هو تكميم الأفواه و انهاء البحث في حق العودة ، فالخيارات التي تم الإشارة عليها لا تتضمن حقا يشير للعودة ، و حتى تزيد الطين بلة تم وقف الدعم المقدم لوكالة الغوث للاجئين الفلسطينين بهذا تكون دقت المسمار الأخير في نعش المفاوضات و المساومات المقبولة .
الأردن على المحك و لكن قيادته الهاشمية و جهود جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اللحظة الأولى لم تحمل أية صورة ضبابية أو مواقف وسطى ، فكانت الموقف الصلب و الكلمة الموحدة الأردن لن يكون وطنا بديلا ، نعم كان حلا لكثير من أزمات المنطقة العربية و نال نصيبه من الأزمات السياسية و الأقتصادية جراء ذلك ، و تعرض لكثير من الضغوط الدولية الى أن بلغ السيل الزبى ، فسيبقى الأردن لأهله و لن يقبل القسمة على الأخرين ، فالخارطة واحدة نقشت في قلب القيادة الهاشمية و الشعب الأردنية رغم الايماتن المتنامي بحقنا في الدفاع عن القضية الفلسطينية بكافة أبعادها دون التناتزل عن حقوق أهلها أو أية بنود أخرى .
الكونفيدرالية ماهي الإ أضغاث أحلام ستموت في رحم من أختلقها ، و كوابيس ماطرة ويل و عار لمن تولى راية الدفاع عنها ، الأيام حبلى بما فيها من وقائع ستثبت أن الأردن ثابت على مواقفه في الدفاع عن القضية الفلسطينية و ملتزم بكافة التزاماته الدولية مع التزمت التام بوحدة الأردن و ثبات حدوده و كيانه السياسي .