ليس مستغربا ولا هو من نوع المفاجآت ما يحدث في الضفة الغربية وغزة ، وإذا ما امتشق الفلسطينيون السلاح وبدؤوا بالانتحار الجماعي من خلال حرب أهلية أو تطاحن سياسي فليس غريبا أيضا ، بل إن الغريب أن لا يحدث ذلك ، الغريب أن تترك الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الرسمي العربي الفلسطينيين يقررون من ينفعهم ومن لا ينفعهم ، والغريب أن تترك الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الرسمي العربي تيارا إسلاميا يقود حركة المد الفلسطيني والقضية الفلسطينية نحو آفاق جديدة من التعاطي الحقيقي الذي يجبر الكيان اليهودي على الاعتراف بالحق الفلسطيني أو يغير قليلا من المعادلة القائمة كما تمكن حزب الله من فعل ذلك في لبنان مثلا.
ليس غريبا بالمقابل أن يجتمع كل رجال البزنس في السلطة الفلسطينية ، أصحاب الملايين في البنوك الأجنبية والعربية ، وأصحاب الفلل والقصور في أرقى عواصم دول الجوار ودول الغرب على السواء ، وأصحاب الشركات التي تتاجر بملايين الدولارات إضافة إلى تجارتها بالدم الفلسطيني ، وأصحاب التيارات السياسية والمذهبية الخارجة عن الملة ، ملة الفلسطينيين ، وملة العروبة ، وملة الإسلام والمسلمين ، أصحاب تيارات الشرق الأوسط الجديد ، والشرق الأوسط الكبير ، تيار بوش وكونداليزا رايس وغير المأسوف على شبابه رامسفيلد ، ليس غريبا أن يرص كل أولئك صفوفهم ويجتمعوا في الكوبولا ، وهي المكان الذي تجتمع فيه زعامات المافيات لتقاسم النفوذ والمال الحرام وليقرروا مع الشريك الإستراتيجي الإسرائيلي كيف يجب أن تكون ميتة حماس .
سيقومون بالتخطيط لتدمير حركة حماس ولو كان سعر ذلك دمار الشعب الفلسطيني كله ، ولو كان سعر ذلك القدس والضفة الغربية بل والمسجد الأقصى تحديدا ،سيتآمرون على الشعب الفلسطيني حتى يتمكنوا من تنفيذ المطلب الإسرائيلي بتشكيل حكومة فلسطينية وطنية جدا تقبل بالتفاوض ألف سنة في أوسلو وطابا وكامب ديفيد ووايت بلانتيشن والقاهرة وعمان وصنعاء ، كي تحصل على لاشيء وتعطي لليهود كل شيء ، كي تعيش هي وأبنائها وأبناء أبنائها مرفهة في القصور وفنادق الخمسة نجوم وتلف الدنيا في مقاعد الدرجة الأولى الوثيرة في الطائرات الأمريكية والأوروبية بحجة أنها تبحث عن حل للقضية الفلسطينية .
الولايات المتحدة وإسرائيل تدعم أبو مازن والسلطة الفلسطينية والسنيورة والحكومة اللبنانية والمالكي و ميليشيات الباشمرقة في العراق ، وتريد تدمير حماس وهنية وحزب الله وحسن نصر الله والمقاومة العراقية دون ذكر أسماء لحساسية الموقف ، أميركا مع كل عربي يقف ضد وطنه أمته ودينه ، وهي مع كل رجال البزنس ، مع كل المتعاونين وكلما ازدادت سرقاتهم كلما أصبحوا عند أمريكا أكثر ليبرالية وأكثر ديمقراطية وأكثر تقدما.
والنظام الرسمي العربي بأغنيائه وفقرائه ، بنفطه وغازه ، يريدون أن يختنق كل صوت يقول الحقيقة أو نصف الحقيقة ولا يريدون إلا كل من يسبح بحمد الأمريكيين شرط أن يكونوا من المحافظين الجدد ومن المؤمنين بحق إسرائيل من الفرات إلى النيل.
أيها الفلسطينيون ، لقد ظنوا أنكم لقمة سائغة فالتهموكم ، وما دروا أن لحكم مر فغصوا بكم فلا هم قادرين على بلعكم ولا قادرين على لفظكم ، والروح تتردد بين الشهيق والزفير منهم ، ويعز عليهم الموت وكل ذلك المال الحرام الذي سرقوه من أطفال بيت حانون ومن مخيمات جنبن وغزة ومن أفواه الفلسطينيين في طوباس والفارعة وقلندية وطمون التي لا يفرق الرئيس الفلسطيني بينها وبين اليامون .
عمليات المقاومة عند السلطة عمليات حقيرة ، والأسير الإسرائيلي جلعاد يجب أن يطلق سراحه ولا بأس إن بقي أسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حتى يوم القيمة ، وحماس يجب أن تزول من الطريق ولو كلف ذلك شلالات من دماء الفلسطينيين ، فرجال البزنس ، فرسان الكوميشين في السلطة لا يمكن أن يتخلوا عن نفوذهم وأموالهم بسهولة .
أيها الفلسطينيون تنتظركم أيام صعبة ولن تحصلوا من اليهود على شيء ولا من الأمريكيين ولا من بلير ولا من اوسلو ولا من عباس بن فرناس ولا دحلان ولا غيرهم ، قدركم في بندقيتكم وفي جهادكم وفلسطين ستعود إليكم لا محالة من البحر إلى النهر كاملة غير منقوصة ولكن بإيمانكم وسواعد رجالكم وظفائر نسائكم الطاهرات اللواتي فككن الحصار عن مجاهدي بيت حانون .
أما حيث يرقد أباطرة الصلح ، مافيات البزنس في كوبولا رام الله فلا تحرير ولا جهاد ، ولكن تخطيط للتهجير والإبعاد والقضاء على الشعب الفلسطيني لصالح المشروع اليهودي الأمريكي .