لماذا لا يُذكر المبدعون في وطني الا بعد موتهم؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
02-09-2018 05:31 PM
أين أنت يا وطني من أبنائك المبدعين، أين أنت ممن عشقوا ذرات ترابك وأبدعوا في نسج ثوب الفخار والعز في أجمل مناسباتك، ولبسوا الأشمغة الحمراء متوشحين بها ، هامات أنجزت وحفرت أسمائها على صدر أمجاد التاريخ، تغنت (موطني) في رحاب مؤسساتك، ناضلت ليبقى اسمك هو الأعلى خفاقاً والأجمل في جميع المحافل والمناسبات.
ولكن ألا يوجد لهم صوت يطلق؟، او اسم يتم وضعه داخل ميدالية الوطن، او ترسم صورتهم في مراسم التاريخ.
لماذا نذكرهم ونتحسر عليهم عندما يموتون؟، لماذا لا نعرف قيمتهم الا عندما يرحلون؟، لماذا لا نشكرهم وهم متميزون؟، هل بخل الشعب بكلمته لأبنائه؟، أم أنه زهد بعملهم؟، حتى غاب ابداعهم وضاعت في غياهب النسيان ذكراهم.
ما أجمل أن نرفع أسماؤهم فوق رؤوس الجبال، ليكونوا قدوة لمن خلفهم، لماذا لا نحلق بسيرهم الذاتية في سماء الوطن، لماذا يذكرهم الاخرون اكثر منا؟ ويشعرون بتميزهم وذاتهم وجهدهم خارج وطنهم؟
لن الوم الوطن بقدر لومي لساكنيه فهم من وضعوا النظارات على أعينهم ولجموا ألسنتهم كاتمين شكرهم لهؤلاء، أليست هذه الأرض من خرّجت العلماء والمتميزين، ولكن سرعان ما هاجروا ليبحثوا عن ذاتهم ويشهروا بإنجازهم، ويسمعوا صوت التصفيق لأعمالهم، إلى متى سنبقى نزهد بهؤلاء؟، أليست الكلمات العربية زاخرة بالمصطلحات؟ ودياناتنا زاخرة بالتعزيز للانجازات؟، متى سنطبق مبادئ العطاء للآخرين ونشد على أيديهم ونقول لهم ( سيروا فإن خلفكم شعب يأبى إلا أن يجعل من صفحات حياتكم نبراس عطاء للأجيال وبستان جمال يتغنى به الوطن في جميع محافله).
لله دركم أيها الأوفياء وطيب الله ثراكم.