الأجواء حاليًّا تُعتير مثاليةً لفرض الحل بآلية فرض الأمر الواقع، بما ينسجم مع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة مع قائد البيت الابيض وهو رجل يعشق مبدأ (المفاجأة )والمباغته و فرض سياسة الامر الواقع انطلاقا من مبدأ القوة والحق و إرباك المجتمع الدولي بقرار اته المفاجئة.
ترمب قام فعليًّا بالمرحلة الأولى من صفقة القرن، فأعلن الاعتراف الرسمي للقدس كعاصمةٍ لإسرائيل، والان وقف الدعم عن الانروا وفرص قيود وشروط على كل دولة ترغب بدعم الانروا ، وها نحن نرى حجم الذهول والصدمة من العرب و المسلمين تجاه القرار ، مع ان القرار دخل حيز التنفيذ عمليا على الأرض بدون أيَّة معيقات تذكر .
إذًا، فالمتوقع بعدها أن يتم إطلاق المرحلة الثانية من المفاجأة وذلك بالزام الدول المحتضنة للاجئين و النازحين الفلسطينيين أن تقوم بدورها في توطين و تجنيس هؤلاء مقابل دعم ومساعدات للدول المستضيفة.
إذا نجحت إدارة ترمب في فرض الأمر الواقع و تَقَبَّلَ المجتمع الدولي شروط الحل تلك، فقد تمَّ تحييد أهم عنصرين في ملف التسوية النهائية للقضية الفلسطينية وبالحد الأقصى الذي تتمناه إسرائيل وهم اللاجئين والقدس .
خطوات عملية لصفقة القرن بإزاحة الدعم الامريكي للاونروا اشعارا بالبدء بخطوات فعلية نحو تصفية القضية الفلسطينية واعلان واضح للعالم بازاحتها بشكل نهائي عن طاولة المفاوضات ، بل اطلقت دعوات امريكية بضرورة محاصرة هذه المنظمة من كل المداخل السياسية والاقتصادية مع تلفيق اتهامات بشمول الاونروا اعدادا غير حقيقية ضمن المدعومين ببرامجها وانشطتها .
هذه الاجراءات الظالمة من قبل البيت الابيض حيال القضية الفلسطينية فرضت واقعا سياسيا واقتصاديا جديدا امام المجتمع العربي واولى الخطوات التي سوف تتخذها هذه الدول في اتجاه رفع قوام الانروا لتبقى ضمن مسيرتها في احتواء اللاجئين الفلسطينيين ، كما اصطدمت الدول العربية بفرض البيت الابيض ايضا شروطا لاليات الدعم للاونروا ، والسؤال الان الذي يطرح نفسه ، ماذا تستطيع الدول العربية ان تفعل الآن أمام التعنت الامريكي الواضح والصريح بمسار القضية الفلسطينية ؟
الاردن شرع منذ اطلاق الادارة الامريكية قرارها بوقف الدعم عن وكالة الغوث للاونروا ، قام بحشد الدعم الدولي وتعهد بتوفير دعم مالي سنوي من خزينته التزاما اخلاقيا منه بشرعية القضية ومصيرها دولة فلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس ، المرحلة الحالية دقيقة ومهمة من تاريخ الامة فهناك مخططات تفوق التصور والمصير تستوجب الحذر.