كيف احتفظ الذهبي بشعبيته?
فهد الخيطان
02-06-2009 07:28 AM
*** النتيجة لن تروق للطامحين بخلافته ومن دفعوا بالتغيير قبل »الاستثنائية«
حافظت حكومة الذهبي على شعبية مستقرة على ارتفاع بعد عام ونصف على تشكيلها وفق نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية التي اعلنت بالأمس.
النتيجة لن تروق للطامحين بخلافة رئيس الوزراء نادر الذهبي والذين دفعوا باتجاه التغيير قبل انعقاد الدورة الاستثنائية لمجلس الامة المتوقع الاسبوع المقبل. وسيشعر هؤلاء بالضيق اذا ما علموا ان شعبية حكومة الذهبي هي الافضل تقريبا مقارنة مع حكومات سابقة ومنذ ان بدأ المركز اجراء استطلاعات تقييم اداء الحكومات عام .1996
يلخص الدكتور محمد المصري المسؤول عن وحدة استطلاعات الرأي في المركز استقرار شعبية الحكومة في عاملين اساسيين ذكرهما في تقريره الأول: »استمرار اسعار المحروقات في مستواها الذي استقرت عليه بعد انخفاضها في تشرين الثاني الماضي«. والثاني: »عدم وجود ازمات حادة في المجال بين الحكومة والقوى السياسية والاقتصادية المختلفة مما انعكس على استقرار نسب التقييم نفسها«. غير ان هذه الاسباب على واجهتها لا تكفي لتفسير سر احتفاظ الذهبي بشعبيته.
مؤسس فكرة استطلاعات الرأي في الاردن ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق الدكتور مصطفى حمارنة يضيف الى ما ذكره تقرير المركز اسبابا اخرى لتفسير ظاهرة »شعبية الذهبي«. د. الحمارنة يرى ان الذهبي وان كان لم يحقق انجازات كبيرة الا انه لم يرتكب اخطاء فادحة وتعامل »بشفافية« مع معظم القضايا التي واجهت حكومته. ويضيف الحمارنة لكاتب المقال سببا آخر هو ان »الآراء المنتقدة لحكومة الذهبي لم تتحول لحد هذه اللحظة الى حملة شاملة عليه« بخلاف ما حدث مع حكومات سابقة. السبب الثالث يتعلق بالحياة السياسية في الاردن فلغاية الآن لا توجد حسب رأي الحمارنة معارضة »برامجية« جذرية تلاحق الحكومات على قراراتها وسياساتها. ولهذا الوضع ايجابيات في نظر الكثيرين, كون ذلك يساعد على خلق »اجماعات سياسية« تدعم برامج الاصلاح والتطوير اذا ما توفرت حكومة تمتلك رؤية واضحة وشاملة للمستقبل.
وكان الاعتقاد السائد في اوساط المراقبين ان استقالة شقيق رئيس الوزراء من موقعه ستفقده الدعم اللازم للاستمرار ولا شك ان ذلك التغيير قد اثر بشكل ملموس على اداء الحكومة في البداية لكن الذهبي سرعان ما استعاد زمام المبادرة ساعده في ذلك غياب المنافسة على الصلاحيات من اطراف اخرى في الدولة.
ارتبكت الحكومة في ادارتها لبعض الملفات هذا صحيح لكن الذهبي تعامل باقتدار مع تحديات كان لها ان تضرب شعبية حكومته في الصميم لعل ابرزها ملف الديسي فقبل ان يتحول عطاء المشروع الى شبهة تلاحق حكومته توجه الى مجلس النواب حاملا ردا مفصلا على عشرة اسئلة حساسة ومهمة طرحها رئيس لجنة الزراعة والمياه وصفي الرواشدة وخرج الذهبي يومها من الجلسة وقد كسب دعم النواب للمشروع.
الرأي العام في الاردن لا يبقي حكومة ولا يقيلها وشعبية رئيس الوزراء سواء ارتفعت او انخفضت فإنها تبقى عاملا واحدا من بين عدة عوامل تحكم قرار التغيير.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net