ملامح العروبة في مملكة فيصل
محمد يونس العبادي
02-09-2018 12:38 AM
ستٌ وعشرون عاماً، على حكم الإنتداب الفرنسي لسوريا، تلت مملكة فيصل (1918 – 1920) التي مر على ذكرى تأسيسها مئةٌ عامٍ، حملت خلالها ذكريات النوازل والاستقلال وصولاً إلى اليوم.
هذا الإرث الذي تشكل عام 1918م إثر دخول الملك فيصل إلى سوريا ملكاً عربياً في مشهدٍ عز نظيره في تاريخ العرب الحديث، ما زال لليوم علامة اقتدار على مقدرة الأمة الأخذ بناصية أمرها.
وإن تكن النازلة التي حلت بالمملكة عقب "ميسلون" ما زالت أيضاً، احدى الشواهد على مقدرة الغرب على تكسير الأحلام التي تتشابك، فوجب الإشارة إلى مملكة فيصل ومشروعها.
فإعلان فيصل في الخامس من تشرين الأول لعام 1918م عن تأسيس المملكة العربية السورية أظهر هوية الدولة العربية التي ما زالت لليوم محل بحث.
وجاء في متن الإعلان: " وليعلم جميع الناس أن حكومتنا العربية قد تأسست على قاعدة العدالة والمساوة، فهي تنظر إلى جميع الناطقين بالضاد على اختلاف مذاهبهم وأديانهم نظراً واحداً ولا تفرق في الحقوق بين مسلمٍ ومسيحيٍ والموسوي".
وقد أكد الملك فيصل في إعلانه لهذه الدولة، أنه سيسعى إلى تحكيم دعائمها لأنها قامت باسم العرب وتستهدف إعلاء شأنهم وتأسيس مركزٍ سياسي لهم بين الأمم الراقية.
وهذا ما حملته الثورة العربية، وماسعت إليه، ويمكن قراءته بخطاب فيصل السياسي في مؤتمر الصلح في 6 شباط 1919م حين وضع مطالب العرب لأول مرة وصاغها بشكلٍ ديبلوماسيٍ، ولكن تبدلات السياسة الأمريكية وتراجعها عن مشروع "كنغ – كراين" غير ما راهن عليه فيصل.
ومنح فيصل سوريا وجهها العروبي منذ بدء مشروع دولته، مثالاً على ذلك احلال اللغة العربية محل اللغة التركية في سجلات المحاكم والتجارة، ووضع نواة مجمع اللغة العربية في سوريا وبدايات الحكم العربي.
كما أن المؤتمر السوري العام والدستور السوري وحزب الإستقلال وإدارة العواطف وترجمتها إلى عملٍ له صداه على الأرض، يوصل صوت الشعب العربي ما زال أسلوباً تحتاجه كثيراً من الدول في التأكيد على رغبات شعوبها.
لقد اغتالت فرنسا الفكرة بأسلوبٍ ما زال يمثل شاهداً على رعونة القوة...وما زالت المئة عامٍ التي مضت على دولة العرب الأولى في تاريخهم الحديث.. تقدم ارهاصاتها حيث "مملكة فيصل الأول" .