ربما يكون صبيحة هذا اليوم هو اﻷسعد والأكثر فرحاً لكل بيت في وطني الأردن الحبيب ووطني العربي الكبير والعالم الإنساني على السواء، والسبب في ذلك ذكريات الماضي التليد لكل رب أسرة وزوجة ورجل وإمرأة وشاب وشابة حيث الحنين لأيام المدارس اﻷكثر فرحاً وألقاً، وكذلك الحال للأبناء الذين هم في أشدّ الشوق للعودة لمدارسهم حيث الحنين واﻷلفة واللقاء والتعليم والتعلُّم والتربية والشوق والذكريات الحلوة:
1. اليوم يعود قرابة المليوني طالب وطالبة للمدارس الحكومية والخاصة في الأردن، ومنهم حوالي مائتي ألف طالب يلتحقون بالصف الأول الأساسي كأول يوم لهم بحياتهم في المدارس، ونعلم أن بعضهم كان في رياض الأطفال، وحيث نظراتهم المتفاوتة للحياة وللمدرسة وكل شي؛ وكذلك هنالك حوالي مائة وثلاثين ألف طالب وطالبة من اللاجئين السوريين.
2. اليوم اﻷول في المدرسة فرحة وتأمّل، فرحة لبدء العام الدراسي وللقاء اﻷصدقاء واﻷحبة والنهل من معين المدرسة الذي لا ينضب، وتأمل في المستقبل بنظرة تفاؤلية لغد مشرق.
3. العودة للمدارس نقلة نوعية من حياة الكسل والخمول والفوضى والراحة والإستجمام وربما المعاناة، لحياة النظام والرتابة وإدارة الوقت والعمل والحركة.
4. العودة للمدارس تعني عودة الحياة والنشاط لبيئة المدرسة، وتعني أن المدرسة ستلبس أحلى حللها وستتزين
بفلذات أكبادنا الذين يمشون على اﻷرض هوناً قاصدين العلم والمعرفة واﻷخلاق والتربية.
5. العودة للمدارس تعني عاماً جديداً حلّ على حياتنا جميعاً نتطلع أن يكون مليئاً بالفرح والسعادة لكل أبناءنا وبناتنا.
6. العودة للمدارس تعني فتح ملفات التعليم العام والعالي على مصرعيها؛ ملفات الإصلاح التربوي والأكاديمي والتعليمي والتّعلّمي والمناهج والمعلِّم والطلبة والبيئة المدرسية والأنشطة اللاصفية واللامنهجية والتبادل الطلابي والتميز والإبداع والثانوية العامة والمدخلات والمخرجات والعمليات والإشراف التربوي والحقيبة المدرسية والصحة المدرسية والأبنية المدرسية والمدارس المستأجرة وملفات التصنيف والتنافسية العالمية وغيرها.
7. العودة للمدارس عودة الحياة للبيت والشارع والمدرسة، وعودة زحمة السير والروح للمكان كلّه، وعودة الرؤى والأمل بالمستقبل والحنين للماضي والوقوف على الأطلال.
8. العودة للمدارس تُذكّرنا بالجهود الكبيرة والمتميزة المبذولة من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات والمدارس والمؤسسات التربوية والأكاديمية على سبيل المساهمة في تربية وتعليم هذا الجيل في زمن الألفية الثالثة، حيث التحديات الجسام والموارد المحدودة، ومع ذلك فهنالك نجاحات لا ينكرها إلا جاحد.
9. العودة للمدارس تجعلنا نستذكر البيئة الآمنة والمستقرة في هذا الوطن، وندعو بالخير لمن هم وراء هذه النعمة التي نعيشها في ظل شرق أوسط ملتهب؛ قيادتنا الهاشمية وجيشنا وأجهزتنا الأمنية ومواطنينا الواعين الصالحين.
10. العودة للمدارس تُشعرنا بأننا هرمنا، فآخر العنقود ولدي الغالي 'عبدالله' في آخر سنوات المدرسة وسيتقدّم لإمتحان الثانوية العامة هذا العام، دعواتنا ودعواتكم له ولجميع الطلبة بالتوفيق والتميز والنجاح، آمين.
11. العودة للمدارس مفصل مهم لمراجعة العملية التعليمية والتربوية صوب تعليم نوعي ذي جودة عالية يحاكي روح العصر في زمن الألفية الثالثة؛ حيث جيل الهواتف الذكية والآي باد والإنترنت والفضائيات ووسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي وغيرها؛ لتكون هي الأدوات التعليمية صوب التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد للمرحلة القادمة.
بصراحة: يوم العودة للمدارس يوم ولا أحلى في التاريخ، فهو يوم من أيام الوطن، فالكل أهالي وطلبة وأساتذة في حركة دائبة كخلية النحل ﻷجل الحياة والتعلّم والتعليم والعطاء؛
فكل عام وأبناؤنا الطلبة ومعلميهم وأهليهم والجميع والوطن وقيادته بألف خير بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد.
صباح الوطن الجميل