من لم يقرأ الرأي لم يكتمل يومه ، والخبر لا تكتمل شروطه الا حين يطبع على صفحاتها وزاد البعض فقال: ''من لم ينع في الرأي لم يمت'' وهي جملة قيلت مزاحا ذات يوم فأخذها الخصوم مشجبا لتعليق قمصان حسدهم، فيما اخذها المحبون دلالة على انتشار هذه الصحيفة، لكن الحاسد والمحب كلاهما يتوافقان على انها الاكبر اثرا والاطول قامة، وهي شهادة يحتاجها الشاهد في المقام الاول ليكسو شهادته مصداقية ولذلك فان من اسعفته المقادير ودخلها فانه ليس بحاجة لشهادة منشأ في بلاط صاحبة الجلالة لان من يتعمد في حبرها ويتفيأ ظلالها ينال الاعتراف كله.
تحتفل الرأي بـ''38 '' عاما من العطاء تتوجت فيه سيدة ليس على الصحافة الوطنية فحسب بل على الاعلام كله المرئي والمسموع والمطبوع، فهي الاكثر تأثيرا في الرأي العام ، وهي فضل عن ذلك حقيقة رقمية لا لبس فيها فتوزيعها الاوسع وايرادها الاعلى ، وان ضاقت المسافة بينها وبين الحكومات فلا ضير ما دامت للمعارضة مطبوعاتها.
تارجحت الرأي بين الخصخصة والتأميم على مدى عمرها المديد وكانت لكل مرحلة اسبابها ومبرراتها.. لكنها في مطلق الاحوال كانت واحة للديمقراطية عندما كان سيف الاحكام العرفية مسلطا فحين كنا طلبة في جامعة اليرموك كنا نقرأ في الرأي ما لا نراه في غيرها وحين دخل الاردن مساره الديمقراطي المتعرج بعد عام 1989 اضحت الرأي صحيفة الدولة بكل مكوناتها.
في الرأي اليوم كفاءات يمكن ان تقود ثلاثين صحيفة يومية ولا نضيف جديدا ان قلنا ان ثلاثة رؤساء تحرير من اصل اربعة يقودون المشهد الصحفي الان تغمست اقلامهم بحبر الرأي قبل ان يسهموا في تأسيس صحف ناجحة، لذلك فعافية للرأي عافية للصحافة الاردنية .
اقتبس هنا من استاذنا الدكتور فهد الفانك حين قال ان '' الرأي ليست صحيفة فقط ، بل شركة ناجحة ورابحة أيضاً ، تملكها أكثر من نصف مليون عائلة أردنية من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي ، التي تملك 55 بالمائة من أسهمها كاستثمار ولا تتدخل في التحرير ، إلى جانب أكثر من ألفي مساهم''.
الرأي لا تقبل الابناء بالتبني ما دام رحمها ولودا وهي عادة الامهات الولودات، ولانها كذلك فهي تعيش انصع حقب النجاح اقتصاديا ومهنيا عندما تكون قيادتها من بين ابنائها.
Sami.z@alrai.com