وداعا سعد السيلاوي . يقال أن الأنسان لا يختفي بموته ، بل يموت حين يرحل أخر من عرفوه و أحبوه ، فلا يبقى من يستحضره ويتذكره .
سعد السيلاوي بمنآى عن هذا الموت ، وهو أنموذج وقدوة في الأعلام الأردني و العربي ، ومؤسس لانطلاقة محطات اعلامية كبرى كالعربية و mbc ، و مهلم بالتجربة والخبرة و سعة الاطلاع و الآفق ، حتى أنه أستعصى على التصنيف سياسيا ليكون منحازا بالأول و الأخير للمهنة .
مغامرة وحماسة و مثالية قيم اجتمعت معا في سعد السيلاوي . اصدقاؤه كثر من كل الأطراف والاتجاهات السياسية و الأوساط
الأردنية و العربية .
قبل أيام أجتمعنا على عشاء في منزل المنتج محمد المجالي ، سألني سعد عن الموت ؟ لم أعرف أنه كان يقصد الموت القريب . وأسترسلنا في أحاديث عن الموت والسياسة والتاريخ بسخرية جدية ، و غادرت المكان ، وذهني مشرع بالسؤال عن الموت .
السيلاوي في شدة أوجاعه و أصابته بالمرض لا يشعر الأخرين الا بالفرح وحب الحياة . فتراه يشعل سيجارة ممزاحا كل أوجاع الحنجرة و الصدر ، يطفئها بهدوء و يعاود أشعالها من دون أن يكسرها يتركها تحترق دون أنفاس .
و لا تشعر ..كم أن السيلاوي يحب الحياة ؟ وكم هو صانع فرح وبهجة وسرور للرفاق والاصدقاء . دائما معزب ، وحتى أن كان مدعوا عند الاصدقاء فهو معزب ، خلطة غريبة من الكرم و الطيبة و الود و أحترام الأخرين ، أنسانية فائقة الوصف ، لا يحمل في قبله حقدا ولا غرورا .
كل من يعرف سعد يحبه . وأعرف الان كثيرين يبكون بصمت ، وكثيرون أندلقوا بالبكاء على الهاتف حينما بلغهم خبر رحيل سعد . كل من عرفه ولو من بعيد أحبه . فكم أنت أنسان عظيم يا أبو سري ؟