56 عاماً على إنشاء الجامعة الأردنية
01-09-2018 06:12 PM
عمون - محمد المبيضين ــ يصادف الأحد الذكرى السادسة والخمسون لإنشاء الجامعة الأردنية؛ الجامعة التي وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأنها "التي تجسد مسيرة بناء وعطاء مستمر، ساهم فيها كل الأردنيين بكل عزيمة وإصرار على مواجهة التحديات، وبناء الأردن الحديث القادر على مواكبة العالم ومعطيات العصر الحديث"، ولها تاريخ وحاضر ومستقبل مشرف بالعطاء والإنجاز الحضاري.
ويستذكر الأردنيون بفخر واعتزاز وإجلال الثاني من أيلول عام 1962 عندما أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ( طيب الله ثراه ) مرسوما بإنشاء هذه المؤسسة التعليمية الكبرى لتشكل في جوهرها أحد المحركات المهمة لضمان مستقبل أردني واعد بالإنجاز والازدهار والعطاء الإنساني.
يقول سجل أوراق تاريخ الجامعة, أنها بدأت بحرم يضم مبنيين صغيرين وهيئة تدريسية تضم ثمانية منهم ثلاثة متفرغين, في حين أنها استقبلت فوجها الأول بـــ (149) طالبا و(18) طالبة في كلية واحدة هي كلية الآداب, وميزانية متواضعة قدرت بـ (25 ) ألف دينار زيدت في العام نفسه إلى (50) ألف دينار فقط.
وبالرغم من التحديات والصعوبات المالية والبشرية التي كانت سائدة في البلاد منتصف القرن الماضي إلا أن المنجز الوطني للجامعة يعد علامة فارقة في تطورها، بل إنها سارت بوتيرة سريعة في التوسع في إنشاء الكليات والعمادات والمراكز العلمية والوحدات والدوائر الخدمية رافقها أيضاً إنشاء برامج تعليمية ومشاريع بحثية تستهدف بالأساس خدمة قطاعات الإنتاج في المجتمعات المحلية.
وتتميز الجامعة بنظامها التعليمي المتنوع في طرح المواد الدراسية التي تلبي احتياجات السوقين الأردني والعربي؛ فقد وضعت بين أيدي طلبتها خيارات واسعة من البرامج الأكاديمية إذ أتاحت لهم الاختيار من بين أكثر من (250) برنامجاً أكاديمياً تقدمها (24) كلية في مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية التطبيقية والطبية والصحية.
ومن أبرز إنجازات الجامعة الأردنية الضخمة إنشاء فرعها عام 2009 في مدينة العقبة الساحلية التي تحتاج إلى نهضة تعليمية تساند التطورات التي يشهدها الثغر في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والسياحية.
ويضم الفرع حالياً خمس كليات هي: الإدارة والتمويل ونظم وتكنولوجيا المعلومات والعلوم البحرية واللغات الأجنبية والسياحة والفندقة، ولدى الفرع رؤية مستقبلية في التوسع بإنشاء كليات جديدة خصوصاً في العلوم الطبية.
وبوصفها ترعى وتقدر التفكير الإبداعي تمكنت الجامعة من تحقيق منجز فريد من نوعه في التوسع ببرامج الدراسات العليا والبحث العلمي المتخصص الذي يدعم جهود التنمية الوطنية حيث تشير الإحصائيات الى وجود (38) برنامجاً للدكتوراه و( 111) برنامجاً في الماجستير و(16) برنامجاً في الاختصاص العالي في الطب وبرنامجاً للاختصاص العالي في طب الأسنان وثلاثة برامج في الدبلوم.
وفتحت الجامعة نوافذها على العالم الخارجي حيث أبرمت الاتفاقيات وبرامج مذكرات التفاهم مع كبرى الجامعات العالمية المتقدمة في مسعى لإتاحة الفرص أمام الأردنيين من الاستفادة من الخبرات والتطورات العلمية الهائلة التي تتمتع بها هذه الجامعات, فضلا عن استقبالها العام الجامعي الحالي قرابة (3200) طالب وطالبة من نحو ( 80 ) جنسية عالمية للدراسة في كلياتها المختلفة .
ولأن الطالب هو المحور الأساسي في العملية التعليمية والمستقبل الأردني اهتمت الجامعة بصقل شخصيته ليكون لديه القوة في العطاء والإنتاج وأنشئت لهذه الغاية عمادة شؤون الطلبة التي توفر أدوات النشاطات اللامنهجية المرافقة للعملية التعليمية، وتحرص الجامعة على تمكين طلبتها سياسياً من خلال التجربة الناجحة لمجلس اتحاد طلبتها الممثل الشرعي للطلبة الذي يؤدي دوراً فاعلاً في رسم السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالطلبة داخل الحرم الجامعي.
وضعت الجامعة ضمن خططها الطموحة الاهتمام بجودة التعليم لمسايرة العالم الأول واحتلت الجامعة للمرة الأولى ترتيبا عالميا ضمن قائمة أفضل الجامعات فى ثلاثة مجالات علمية وفي أربعة تخصصات دقيقة حسب تصنيف "كيو أس" العالمي للعام 2018, ويعد التصنيف، الذي تطلقه سنويا المؤسسة البريطانية "كيو أس"، الأكثر تأثيرا والأهم في مجال تصنيف التخصصات في العالم.
وحققت الجامعة التميز في تخصصات مهمة وهي الطب، والصيدلة، والهندسة الميكانيكية، وعلم الحاسوب وأنظمة المعلومات. وعلى مستوى المجالات أو عائلات التخصص الخمسة التي حددتها جهة التصنيف، حققت "الأردنية" تصنيفا عالميا في ثلاثة منها وهي مجالات الهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الاجتماعية والإدارية، ومجال الآداب والعلوم الإنسانية.
التقرير الصادر عن جهة التصنيف "كيو أس" اظهر "الأردنية" ضمن أفضل 500 جامعة في العالم في مجال الهندسة والتكنولوجيا (حيث حصلت "الأردنية" على علامات منافسة في تخصصات علم الحاسوب وأنظمة المعلومات، وتخصصات الهندسة المختلفة)، وضمن أفضل 500 جامعة في العالم في مجال العلوم الاجتماعية والإدارية (حيث حصلت "الأردنية" على علامات منافسة في تخصصات إدارة الأعمال والإدارة العامة، الاقتصاد، العلوم التربوية، الإحصاء، علوم السياحة، علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، وعلوم الرياضة)، وكذلك ضمن أفضل 500 جامعة في العالم في مجال الآداب والعلوم الإنسانية (حيث حصلت "الأردنية" على علامات منافسة في تخصصات علم الآثار، وعلوم الفنون والتصميم، واللغة الإنجليزية وآدابها، اللغويات، واللغات الحديثة).
وعلى مستوى التخصصات الدقيقة، تميّزت الأردنية في تخصص الطب حيث احتلت المرتبة 451-500 عالميا، وفي تخصص الصيدلة بتبوئها المركز 251-300 عالميا، وفي تخصص الهندسة الميكانيكية باحتلالها الموقع 301-350 عالميا، وفي تخصص علم الحاسوب وأنظمة المعلومات حيث أتت في المركز 401-450 عالميا.
وللجامعة وأعضاء هيئتها التدريسية منجزحافل في الحصول على الأوسمة والجوائز التقديرية للأداء المتميز والكفاءة العالية المستوى, أبرزها حصول الجامعة على وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الأولى في الذكرى الخمسين لتأسيسها عام 2012.