وداعا سعد .. أيها البحر الذي جف
فايز الفايز
01-09-2018 05:34 PM
يا للفاجعة وَيَا للعين الدامعة، يا للأخبار التي لا نريد تصديقها ، بل تأتينا ساعة الردى صادقة صادمة ..
سعد أيها الطفل الكبير ، يا صاحب القلب المستدير ، ليس فيه زاوية لتخبئ في ثناياها ضغينة أو حقدا لكارهٍ لك حبيب ، لقد كنت الحبيب أيها الحبيب ..
قبل أيام كنت تسرّ لي بالأخبار ، فكيف أصبحت اليوم خبرا يا زهرة الأخيار ..
هذه الحياة التي عشتها صاخبا ، متمردا ، لتعود في رمضان متبتلا ناسكا ، كيف لك تلك القوة لتدمع عيناك حين عاطفة ، واليوم يجتاحنا البكاء حد العاصفة ، ونسأل فلا نجيب ، فقط هو الفراق المرّ الذي نخشاه فراقا ، لا سبيل بعده للعناق ..
نسأل لماذا كل هذا ، كيف تتخاطفنا الدنيا في غياهب التيه، ثم نُسْأَل عن أحبتنا فلا نجيب .. فقط نحيب ،
وداعا يا أبا سرّي ، " سَعوُدّي" كما تحبها مني ، وداعا سعد ، فما كانت هذه الدنيا دار بقاء ، بل دار فناء ، يموت الأحباب فيها ، ويجتثون حشاشة قلوبنا ، فتموت فينا كل إبتسامات الفرح ، و تبقى بذور الحزن كقروح الحروق مستوشمة في طلائع جباهنا ،، أين الزمان ، كيف لا يهب لنجدتنا بعدما حملناه على ظهورنا ، كشيخ عجوز لا يستقيم له عود ، ثم هاهي أيامه تطيح بِنَا مِن على قيد الحياة ، أموات يبكون أموات .
وداعا سعد ، فإن مِت أنت اليوم فنحن جميعا محكومين بالإعدام ننتظر ساعة تنفيذ الحكم ،، فلا إله إلا الله خالق الموت والحياة ، بيده ملكوت كل شيء ، سأصليّ الآن ركعتين ثوابهما لك .. وسأبكيك كما تباكينا يوما على غالٍ لن يعود به البكاء ..
كنت طيبا وترحل طيبا ، و تصرّ في كل رحلة لك أن تفجعنا برحيل موجع قليلا ، سوى هذا الرحيل ، الذي خبّأته لنا ، نحن أحبتك الذين يعرفونك جيدا يعرفون كم أنت بحر من الحب والعطاء والطيبة والإنتماء الى هذا التراب اليعربي .. كل أحبتك يدعون الله لك برحمته التي كتبها على نفسه ، أن يرحمك رحمة واسعة ويغفر لك.
وداعا سعد ،، وداعا أيها النورس ، وداعا أيها البحر النقي الذي جف !!