التطرّف ما بين الفكر والعقل!
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
01-09-2018 10:59 AM
مفردات تختلف عن بعضها البعض في التعريف ( الاٍرهاب والتطرف ) إلا إنها تؤدي إلى نفس النتيجة !!! ولست هنا بصدد أنتقاد الأيدولوجيات المتصلبة لبعضاً من التنظمينات الدينية !!!!! فالجميع يعرف أنه بعد أنتهاء حقبة الحكم العثماني ظهرت هنالك أيدولوجيات علمانية قومية أيضاً قادتنا إلى أدبيات سياسية وثقافية عديدة وَلًًّدَت بدايات للتطرف الفكري الصحيح ، وبعدها تم فتح الأبواب على مصراعيها للقيم الغربية الليبرالية في الأقتصاد والأجتماع مع بداية سبعينات القرن المنصرم !!!!! كل ذلك أدى إلى تنشيط هذا التطرّف وعمل على تفعيله ؟؟ وكان من نتائجه ظهور تنظيمات بأسماء مختلفة !!!!!! فالتطرف ظاهرة نفسية وإجتماعية واقتصادية وسياسية أكثر منها ظاهرة فكرية ودينية!!!!!! فمن الصعب جداً أختزال مشكلة التطرّف الفكري في المجتمعات ذات الغالبية المسلمة ، فلا وجود لسوابق تاريخية وفكرية للتطرف في الاسلام ،،،، أو نصوصاً إشكالية في القرأن الكريم أو أحاديث نبينا الكريم !!!!!!!!!! وملاحظاتي تلك ليس الهدف منها تقليل أهمية البعد العقائدي في ظاهرة التطرّف وبالتالي إلى التقليل من ضرورة إصلاح الفكر الديني ، فالحاجة باتت ملحة إلى الاستفادة من الإصلاحات السياسية في فتح جروحنا وتنقيحها بمراجعة حقيقية لخطابنا الديني ٠
فأي محاولة للأجابة عن أسباب التطرّف في المجتمع ، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تشخيص عوامل عديدة وهي ( الفجوات الأقتصادية والأجتماعية وعدالتها !!!! ودور المؤسسات الرسمية الدينية والظروف الداعمة للتطرف والبيئة الحاضنة والمحفزة له؟؟؟؟ فخطر البطالة وأتساع فجوات اللامساوة في الدخل والفرص وقضايا الفساد ، كل ذلك بات محفزاً لتلك الظاهرة !!!! فكل ذلك اصبح دون إدنى شك يهدد السلم والأمن داخل المجتمع ويقود أحياناً إلى العنف الفكري واللفظي !!!! فلم يقتصر التطرّف على المجال الديني بل طال أيضاً مجالات أخرى سياسية ورياضية !!!! فباتت ظاهرة مقلقة ومساعي الدولة في مواجهتها في طريق البؤ بالفشل!!! فالدولة أخطأت مراراً في القراءة السياسية والاجتماعية لتلك الظاهرة !!!!!! فاللأسف الشديد فلا يزال فضاءُنا الاردني وخطابنا وأعلامنا يموج بتصريحات لا تعبر عن التوجه نحو معالجة حقيقية لهذا الملف ؟؟؟؟؟ فالمطلوب هو البحث عن العوامل الحقيقية وراء تلك الظاهرة وعدم التغاضي عن العوامل ذات الطابع البنيوي والمرتبط بالمنظومة الإدارية والسياسية للدولة وطريقة تعاملها مع مَسألة الحكم والهوية !!!!!!! فالنجاح في معالجة قضية التطرّف هو أن نبتعد عن إغراءات الأختزال والتبسيط !!!!! فالمسيحيون يروا أن مشكلة التطرّف توجد بالإسلام !!! والشيعة يروا أن المشكلة تقع عند أهل السنة تحديداً !!!!!! والأكراد يَرَوْن المشكلة تنجم أساساً عن ( العقلية العربية الصحراوية)
فأعتماد الدولة على الولاءات عوضاً عن الكفاءات بتوزيع المناصب والوظائف الرسمية أستناداً إلى أعتبارات إيدلوجية بحتة ، والأنحراف عن معايير العدالة العقلانية يعد سبباً ومحفزاً لتلك الظاهرة ،،،،،، وايضاً فشل المنظومة التعليمية الرسمية في ترسيم المفاهيم الثقافية ، وسوء إدارة عمليات التنمية الحقيقية ؟؟؟ !!!!! فلا يمكن لتنمية أن تتم دون ردم لكل منابع الفساد بالبلاد ،،،،،،، فالتطرف والتعصب ينطلقان من المناطق الفقيرة والتي تتسلح بشعارات خاصة من ضمنها ( عدم وجود فرص عمل ، وعدالة أجتماعية مفقودة وليس لها وجود ) فالتفاوت بين المناطق في مستوى الرفاهية يشكل إحدى سمات تلك الظاهرة !!! فالمحافظات البعيدة أهلكتها الحاجة وعاث فيها الفقر !!!!!!!! فيجب أخذ حالة الأحباط واللامبالة التي يعاني منها الأردنيين على مجمل الجد !!!!! ويجب تحديد المشكلات وأضافة مهمة ترسيم تعدد التوجهات الأجتماعية والسياسية والدينية !!!!!!!!! فالتصدي للتطرف يحتاج إلى أستراتيجيات في مختلف الأراء ، لكن للأسف فأن أكثرها يركز على الأمن ويفضل الحلول قصيرة المدى ؟؟؟ فالمتطرفون ليسوا معزولين عن المجتمع فهم يمثلون هامشاً منه أو جزءاً فيه غير قادر على إيصال متطلباته عبر القنوات الرسمية !!!!! فجميع محاولات القضاء على هذه الظاهرة قد عجزت لأنها عالجت الأعراض وليس المرض؟؟؟؟