كندا تؤكد أن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة
01-09-2018 09:07 AM
عمون- أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند الجمعة أنّ التوصّل إلى معاهدة تجارية جديدة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة "في متناول أيدينا"، وذلك بعد قرار إرجاء المفاوضات بين أوتاوا وواشنطن لبضعة أيام.
وقالت فريلاند "نحن نحرز تقدّماً"، مضيفةً "لم نبلغ الهدف بعد".
وشدّدت الوزير الكندية مجدداً على أهميّة التوصّل إلى صيغة معدّلة لمعاهدة التجارة الحرّة لأميركا الشمالية (نافتا) تكون جيدة بالنسبة إلى الكنديين.
من جهته، أعلن مصدر حكومي كندي لوكالة فرانس برس أنّ المفاوضات بين الولايات المتحدة وكندا على نسخة محدّثة من معاهدة نافتا انتهت الجمعة في واشنطن من دون توصل الطرفين الى اتفاق ولكنّها ستُستأنف الأسبوع المقبل.
وقال المصدر المطّلع على سير المفاوضات "سنستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل".
ولاحقا أعلن البيت الابيض أن المفاوضات بين كندا والولايات المتحدة ستستأنف الأربعاء في واشنطن.
تزامناً، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها باشرت عملية المصادقة على الاتفاق التجاري الذي أبرمته مع المكسيك في إطار إعادة النظر بمعاهدة نافتا.
وقال البيت الأبيض في بيان إنّ "الرئيس أبلغ اليوم الكونغرس عزمه على توقيع اتفاق تجاري مع المكسيك وكندا أيضاً إذا رغبت بذلك في غضون 90 يوما اعتباراً من تاريخه".
وكانت الولايات المتحدة وكندا قد استأنفتا الجمعة مفاوضاتهما الهادفة الى تحديث نافتا وسط أجواء اقل تفاؤلا من تلك التي كانت سائدة الخميس.
وللمرة الأولى منذ بداية هذه المفاوضات المكثفة بين البلدين الثلاثاء في العاصمة الاميركية، صدر تصريح عن اجهزة الممثل الاميركي للتجارة حول المفاوضات أشار الى أن كندا لم تقدم "اي تنازل بشأن الزراعة" اي آلية حماية قطاع الالبان.
والقسم الاكبر من هذا القطاع مستبعد من اتفاقية نافتا حاليا وما زال رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو يؤكد رغبته في الدفاع عن "ادارة العرض" في هذا المجال.
وتتولى آلية الحماية الكندية مراقبة الانتاج والاسعار في مجال الالبان والبيض والدواجن التي ينتجها المربون الكنديون وذلك وفق حصص سنوية ورسوم على التوريد تبلغ نسبتها 275 بالمئة. وهذه الالية التي اعتمدت في سبعينات القرن الماضي تؤمن للمربين الكنديين عائدات مستقرة ومتوقعة.
وترغب الولايات المتحدة التي لديها فائض في انتاج الالبان في تمكينها من حصة اكبر في السوق الكندية وتطالب بتفكيك آلية حماية العرض الكندية.
-اتفاق تمهيدي-
واتى تصريح الممثل التجاري رجع صدى لتصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس. ومع اشارته الى انه ما من خيار امام كندا الا الانضمام الى الاتفاق التجاري التمهيدي المبرم الاثنين مع المكسيك، عاد ترامب واستخدم لهجة تهديدية خلال اجتماع انتخابي.
وقال "يجب أن يتخلصوا من هذه الحواجز وهذه الرسوم الجمركية" في إشارة إلى نظام حماية صناعة الألبان الكندي الذي ندد به مرات كثيرة.
وبحسب صحيفة غلوب اند ميل الكندية، فإن المفاوضات تتعثر ايضا بشأن الابقاء في الاتفاق الجديد على آلية تتيح التحكيم في الخلافات التجارية بين شركاء المعاهدة المدرج في البند 19 من نافتا في نسخة 1994. ويريد الاميركيون التخلص من هذه الالية في حين يرغب الكنديون في الابقاء عليها.
وفرض ترامب بشكل أحادي معاودة التفاوض حول "نافتا" على كندا والمكسيك قبل أكثر من عام، معتبرا أن الاتفاقية "كارثية" للاقتصاد الأميركي وأنها تسببت بعجز تجاري كبير حيال المكسيك وصل إلى 63,6 مليار دولار عام 2017.
- صناعة السيارات وحماية العمال -
وتتضمن الخطوط العريضة لاتفاقية "نافتا" جديدة ترتيبات جديدة في قطاع تجارة السيارات، ومنها نسبة أعلى من القطع المنتجة محليا وإجراءات أكثر صرامة لحماية العمال وبند يسمح بمراجعة الاتفاقية كل ست سنوات.
وكشفت فريلاند أن كندا والولايات المتحدة توصلتا "إلى اتفاق عالي المستوى" بشأن السيارات في الربيع.
وكان هذا من النقاط الرئيسية في الاتفاق التجاري بين المكسيك والولايات المتحدة الذي أعلن عنه ترامب رسميا الاثنين، إضافة إلى تنازلات من مكسيكو على صعيد الأجور وقانون العمل.
وتعمد الكنديون أخذ مسافة من المحادثات الجارية لإصلاح نافتا بانتظار أن تتوصل المكسيك والولايات المتحدة إلى تسوية المسائل الخلافية الكثيرة بينهما.
وتبقى أوتاوا وواشنطن على خلاف حول بعض النقاط الأساسية، منها الملكية الفكرية، إذ تود كندا الحفاظ على قطاع صناعة بعض الأدوية في حين اتفقت الولايات المتحدة والمكسيك على حماية براءات الأدوية لمدة عشر سنوات على أقل تقدير، ما يدعم المختبرات الأميركية.
ويواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ضغوطا سياسية مع اقتراب موعد الانتخابات بعد عام، ما يحتم عليه عدم الظهور في موقع الإذعان للرئيس الأميركي. ومع بدء الحملة الانتخابية في مقاطعتين يسيطر عليهما حزبه وهما كيبيك ونيو برونزويك، فإنّ اتفاقا سيعزز موقعه. (ا ف ب)