لازالت المؤامرات على الاردن مستمرة
اللواء المتقاعد مروان العمد
31-08-2018 04:23 PM
١ / ٣
لقد تعرض الاردن خلال الاشهر القليلة الماضية الى حملة من الاشاعات والأتهامات وحملات التشكيك واثارة الفتن الداخلية بهدف نزع استقرارة وخلخلة امنة السياسي والاقتصادي والاجتماعي وذلك من مصادر متعددة بعضها خارجي وبعضها داخلي وذلك بهدف فرض خيارات علية كان ولا يزال يرفضها .
ولكن وبعد عودة جلالة الملك من زيارته الخاصة للولايات المتحدة الاميركيه وثبوت عدم صحة الكثير من الاشاعات والفبركات التي كانت تنشر وخاصة ما كان منها يتعلق به شخصياً فقد نحت المؤامرات الى منحى جديد من خلال قول كلام حق ولكن يراد به باطل ، والبعض ردد هذه الاقوال بحسن نيه والبعض بسوئها . ولما كان الحديث حول هذا الموضوع متشعباً ويتناول حالات كثيرة لا يتسع مقال واحد لها ، لذا سأتحدث عنها تباعاً وبسقف عالٍ ومتجاوزاً كل الخطوط الحمراء والملونة وواضعاً النقاط على الحروف . وربما باسلوب يختلف عن المعهود عني لإني اصبحت ارى انه لابد من مواجهه الحقيقة والتحدث عنها بصراحة .
وسوف ابدأ الكلام بالعملية الارهابية التي طالت سيارة الدورية الامنية في الفحيص وما تبعها في اليوم التالي من مهاجمة مقر الخلية الارهابية في منطقة نقب الدبور بالسلط وما رافق الحادثتان من سقوط العديد من اشاوس اجهزتنا الأمنية ما بين شهيد وجريح .
ورغم انها ليست المرة الاولى التي تقدم اجهزتنا الامنية الشهداء دفاعاً عن امن الاردن وشعب الاردن ، ورغم اننا كنا دائماً نترحم على ارواح شهدائنا ونعزي ذويهم وانفسنا بهم ونشيد ببطولاتهم جميعنا مسؤولين وافراد ، فأنة وعلى اثر هذه العملية برزت ظاهرة جديدة غير معهودة ، فألى جانب الترحم على ارواح الشهداء فقد اخذت بعض الاصوات التي تحاول ايجاد شرخ ما بين الوطن واجهزتة الامنية من خلال زرع روح المظلومية في نفوسهم وان الوطن لا يقدم لهم مقابل تضحياتهم وان هذا الوطن اصبح لا يستحق تضحياتهم تلك . وذلك من خلال القول انهم هم الوحيدون الذين يخدمون الوطن متناسين ان خدمة الوطن تكون في كل المواقع . فأذا كانت الاجهزة الامنيه تتحمل مسؤولية حماية الامن الداخلي والخارجي فأن المدرس في مدرسته والموظف في دائرته والعامل في مصنعة والتاجر في متجرة واصحاب المهن في مهنهم وحتى عمال الوطن في الشوارع يقدمون خدماتهم للوطن وكثيراً ما دفع البعض منهم حياتة وهم يقومون بواجبات مسؤولياتهم . ( الا تلك الفئة القلية ولكن النافذة والفاسده التي تعيش على نهب وامتصاص خيرات الوطن ) .
واذا كانت رواتب العاملين في الاجهزة الامنية متدنية فأن اغلب العاملين في اجهزة الدولة رواتبهم متدنيه ايضاً . فلماذا اصبح الحديث كلة الآن عن تدني رواتب العاملين بالاجهزة الامنية دون غيرهم وكأنهم هم الفئه الوحيدة التي تعبش ضنك الحياة على عظمة ما تقوم بة من واجب وتصحيات . وكأن المراد القول لهم ان ما تحصلون علية من الوطن لا يستحق تضحياتكم في سبيلة .
ولماذا وقبل اليوم لم تثار قضية التعويضات والرواتب التقاعدية لشهداء الاجهزة الامنية ولماذا هذا الاستخفاف بقضية ترفيع الشهيد رتبه والمتبع في اغلبيه دول العالم ؟ . ولماذا هذا التبخيس فيما يحصل علية ذويهم من رواتب تقاعدية مع تجاهل ما يتضمنه قانون التقاعد العسكري والطريقة التي يحسب بها التقاعد الذي يحصل علية ورثة الشهداء . وما يحصل علية ذويهم من تعويضات مالية ومنح امتيازات لأبنائهم في مجال الدراسه والتعيين .
انا اعترف واقر ان ما يحصل علية ذوي الشهداء اقل بكثير مما يستحقون وانهم يستحقون اكثر من ذلك . وان ما يحصل علية العاملون في الاجهزة الامنية من رواتب لا يتناسب مع عملهم وتضحياتهم وانة لابد من انصافهم وانصاف كل العاملين في اجهزة الدولة المختلفة ولعل في مشروع قانون صندوق شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لسنة ٢٠١٨ والمطروح على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب الذي صدرت الارادة الملكيه بعقدها اليوم الموافق ٢٩ /٨ / ٢٠١٨ ما ينصف شهداء الوطن وذويهم رغم اني لا ازال لا عرف بنودة . ولكن الملفت للأنتباة انة لماذا لم يثار هذا الموضوع الا الآن وفي الوقت الذي يتعرض فيه الوطن لهذا الكم الهائل من الاخطار الامنية والضغوطات السياسية والاقتصادية بالرغم من ان هذة الاجهزة كانت قد قدمت المئات من الشهداء واكثر قبل ذلك ولم تثار مثل تلك التساؤلات حينها ؟ .
اليس الهدف من ذلك هو زرع حالة من الشك والتردد في نفوس اجهزتنا الامنية الى درجة قد تدفع بعضهم الى الشك بجدوى دفاعهم عن وطنهم في هذة الظروف الحرجة التي يتعرض لها الوطن واحتمال تكرار مثل تلك الحوادث الارهابية ؟
قد يكون الغالبية العظمى من الناس اللذين تتناولوا هذا الموضوع تناولوه بحسن نية وتعاطف مع الشهداء وذويهم ولكن بعد ان زرع البعض هذة الفكرة في ادمغتهم والذين لا يريدون ان يروا الامن والامان في بلادنا ، وان لا يروا من هم على استعداد للدفاع عن الوطن بدمائم يقومون بذلك .
والى جوار ذلك فقد تم الحديث عن تقصير الجهات الرسمية مع الشهداء وذويهم وعدم مشاركاتهم في عزائهم الامر الذي نفتة الوقائع من خلال قيام كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بهذا الواجب وقيام جلالة الملك شخصياً بزيارة بيوت العزاء لهذة الغاية .
ومن ضمن الحملات التي تعرض لها الوطن تلك الحملة من الاتهامات التي تم شنها من قبل البعض على وزارة الخارجية والسفارة الاردنية في واشنطن والممثلين العسكريين فيها والجالية الاردنية في الولايات المتحده الاميركيه بتهمة تقاعسهم عن القيام بواجبهم بخصوص نقل جثمان الشهيد الطيار ملازم اول احمد على الخوالدة الى الاردن ، في حين ان الوقائع تثبت عكس ذلك وان القوات المسلحة الاردنية قامت بكل ما يتطلبة الامر من اجراءات وانه تم ايفاد مساعد الملحق العسكري الاردني في واشنطن الى القاعدة العسكرية في هيوستن حيث اشرف على تجهيز الجثمان لنقلة الى عمان وشارك بالتحقيقات بالحادث . وان السفارة الغت اجازة العيد واخذت تعمل على مدار الساعة على تسهيل نقل الجثمان وان الجالية الاردنية هناك فتحت بيت عزاء بالشهيد . وان التأخير كان لأجرآت تتعلق بالجانب الامريكي الذي يتبع اجراءات معينة بمثل هذة الحالات لا تراعي اكرام الميت سرعه دفنه وانما يعطي الاولوية للتحقيق بظروف الحادث واسبابة . كما تم توجية التهم للدولة لعدم ارسالها طائرة خاصة لاحضار جثمان الملازم اول الشهيد فيما تم نقل الفنانه احلام بالهيلوكبتر الى البتراء ، مع علم الجميع انه لطالما كانت طائراتنا وخاصه العسكريه منها ما تقوم بواجب نقل قتلى الحوادث والمصابين من داخل الاردن او من خارجة وبأوامر ملكية سواء كانوا عسكريين او مدنيين ، وان الامر لم يكن موضوع طائرة تذهب لنقل الجثمان ففي كل يوم توجد رحلات للطائرات الاردنية من الولايات المتحدة ولكن التأخير كان بسبب الأجراءات الامريكية ولقيام لجنة التحقيق المشتركة بأجراءاتها واعداد المعاملات والاوراق اللازمة وهذا ما تم . حيث وصل الجثمان على متن طائرة الملكية الاردنية يوم الاحد الماضي الموافق ٢٦ /٨ / ٢٠١٨ . وكان في استقبالة مندوب رئيس هيئة الاركان وقائد سلاح الجو واجريت له مراسم استقبال عسكرية وحمل جثمانة الطاهر ملفوفاً بالعلم الاردني على اكتاف زملائة وبحضور عدد كبير من كبار الظباط والملحق العسكري الاميركي في عمان . وقد اصدرت رآسة الاركان الاردنيه بياناً استنكرت فية حملة التجني والتطاول التي طالتها والتهم التي وجهت اليها بعدم الاهتمام بالشهيد ونقلة الى بلدة واكدت ان هذه المؤسسة لم و لن تتخلى عن منتسبيها داخل الوطن او خارجة مهما كانت الظروف وطالبت بعدم استغلال مشاعر الناس وخاصة ذوي الشهداء .
هذا وقد تم تشيع جثمان الشهيد وسط مراسم عسكرية وبحضور وزير الداخلية ورئيس هيئة الاركان ورؤساء الاجهزة الامنية وعدد كبير من الظباط والملحق العسكري الاميركي في عمان .
اذاً ما الهدف من اثارة هذه الحملة من قبل بعض النشطاء ضد الجهات المعنيه واتهامها بأنها لم تولي قضية الشهيد الاهمية المطلوبه ؟ اليس الهدف منها محاولة للايقاع ما بين من يدافعون عن الوطن والوطن ؟ .
هذا والملفت للنظر ان بعض من تبنى مظلومية الاجهزة الامنية وشهدائها ومن حاول ان يعزف على هذا الوتر هم الاكثر انتقاداً لهذة الأجهزة ولإجراءاتها عندما تقوم بواجباتها في حفظ الامن او تطبيق قوانين السير او في ظبط المخالفات على انواعها و عند ظبط المطلوبين امنياً ، كما انهم الاكثر انتقاداً لدور الاجهزة الامنية اثناء المسيرات والاعتصامات التي جرت خلال السنوات الثمان الماضية رغم انها لم يعرف عنها انها استخدمت العنف او الشدة او الحل الامني .
وكلمة اخيرةًالى كل من يحاول ان يزرع الفتنه بين اجهزتنا الامنية على اختلافها والوطن اقول سيخيب فألكم لابل لقد خاب فألكم فأن اعضاء اجهزتنا الامنية قد تشربوا حب الوطن منذ الولادة ، وادركوا انهم مشروع شهداء منذ ان انتسبوا لعضوية هذة الاجهزة وانهم لم ينتسبوا اليها ليكونوا مرتزقة ولكن ليكونوا سداً منيعاً لحماية الوطن من كل الأعداء والمتآمرين الخارجيين والداخليين حتى لو دفعوا حياتهم ثمناً لذلك . والله دركم يا شهداء الوطن وجعل الجنة مثواكم واعان ذويكم والهمهم الصبر والسلوان . وليخساء الخاسئون الذين يعتقدون بان ما يقومون به قد يحول اجهزتنا من الوقوف مع الوطن للوقوف ضدة . او ان يستنسخوا ما حصل في بعض الدول حولنا بهدف اضعاف الموقف الاردني وارغامة على تقديم التنازلات المطلوبه منه او تحويلة الى دولة فاشلة .