سواء كان ترابه تبرا او تبنا ، فإن الوطن هو الوطن ، بداية الانتماء ومهوى الروح ومثوى الجسد ، واذا كان السياسي قد انتج مفردات تضليلية منذ انحراف بصيرة الكون ووقوفه على ساق واحد بقيادة الوحش الامريكي ، فصار المسلم اصوليا وتطور الى ارهابي رغم عدم وجود جذر لغوي لذلك وصار الوطن جنسية او بديلا بفعل العوامل السياسية وصار المقاوم مارقا ، رغم ذلك كله يبقى الوطن الاصلي هو الوطن الذي تهوى اليه الافئدة فكيف اذا كان هذا الوطن محتلا ويصرخ تحت اغتصاب وقدم الشعب لاجله الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين.في بلد نفتخر بترابه كلاجئين ونحترم شرعيته ومشروعيته الدينية والسياسية وشعبه الكريم الطيب الذي قاسمنا لقمة الخبز وشربة الماء وحتى الارض والمواطنة فإن على اللاجئ ان يعلنها جهارا نهارا لا وطن له الا فلسطين وحق العودة والتعويض بالتلازم حق مقدس مملوك على الشيوع لكل اللاجئين ولا يوجد من هو مخول بالتصرف به او المساومة عليه او انتقاصه.
الوطن البديل كمصطلح سياسي يدخل في باب التفريط ويفضي قطعا الى الخيانة ولا يوجد هكذا مصطلح لا في التاريخ ولا في الجغرافيا ولم يكن الوطن بديلا الا على حساب الاصليين من السكان فصار بديلا لصالح المستعمر والغاصب ، اما ان يصبح الوطن الذي تقاسمنا فيه كل الممكن والمتاح وكل الخير وكل المعاناة فهذا امر يدخلنا في مقبرة الحياة ونحن احياء وندخل الى اسوأ موقع على قائمة البشرية وتاريخها.يستغل اليمين الصهيوني انحراف بصيرة الكون وضعف المنظومة الدولية والدول العربية هذا امر ، اما ان يستبيحنا هذا اليمين كشعوب وامة فتلك قصة اخرى ، واذا اذعنا لهذا نكون قد اصدرنا بأيدينا شهادة الوفاة والاخطر نكون قد سرقنا حقوق ابنائنا وحقوق احفادنا.يستدعي الرئيس سفير الكيان الغاصب ويصدر وزير الخارجية بيانا شديد اللهجة او متوسطا فهذا اجراء سياسي ، ويبقى الاجراء الفعلي الذي يجب ان نتخذه نحن الشعوب وتحديدا اللاجئين واخواننا من غير اللاجئين ، واول هذا الاجراء تشكيل لجان للعودة في كل محافظات المملكة ومدنها يتم من خلال هذه اللجان جمع تواقيع اللاجئين بأن هذا الحق حق مقدس لا يوجد من هو مخول بالتفريط به او التنازل عن جزء منه وأن شرعية اي نظام سياسي فلسطيني تصبح مفقودة اذا فرّط او اقترب من هذا الحق المقدس بالتفريط او التسويف او استخدم الفاظا وعبارات غير واضحة ورخوة.
نؤمن حد الاستشهاد بالوطن الاردني ونفتديه بكل الغالي والرخيص وان الاوان لكي ندافع عنه وعن كيانيته وامنه ووحدته على ارضية رفض كل الحلول التي تنتقص من حق العودة وتسعى الى التوطين على تراب هذا الوطن الغالي القوي بقيادته وشعبه ولاجئيه.الاردن وطن ودولة في قلب كل لاجئ ، وفلسطين دولة كاملة هي في قلب كل اردني وهذا هو ميثاق الشرف الوطني والقومي الذي ارتضاه الاردني والفلسطيني ولا رجعة او حياد عنه.
omarkallab@yahoo.com