مع استعدادات ابنائنا الطلبة للالتحاق بمدارسهم يوم الاحد القادم استوقفني خبر صادر عن وزارة التربية والتعليم قبل يومين يشير الى ان «لجنة التخطيط في الوزارة ناقشت استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد».
كما عرض مديرو التربية والتعليم في الاجتماع المذكور استعدادات المدارس واحتياجاتها، والوقوف على جاهزيتها وتنفيذ خطة الوزارة في مجال الأنشطة التربوية».
ان التحديات والمتطلبات الضرورية باتت مسلسلا متكررا كل عام ونفس النسخة الا انه لم يتم الاستفادة من الاخطاء والتجارب السابقة.
وللاسف ان الامور اصبحت معروفة للجميع بسبب تكرارها سنويا والتي تتمثل بنقص المعلمين في عدد من المدارس خاصة المناطق النائية او التي بات يطلق عليها الاقل حظا والتي تبقى دون معلمين لبعض التخصصات لمدة طويلة خاصة في مادتي اللغة الانجليزية والرياضيات وغيرها مما يدفعنا الى تساؤل ألا تعلم الوزارة عن العدد المطلوب من المعلمين للمدارس؟ واين لجانها ومديرياتها؟ وهل يجوز ان يحرم الطلبة ولو من حصة واحدة لمادة معينة فكيف في بعض المدارس التي قد تبقى لعدة ايام واسابيع؟!.
موضوع الاكتظاظ مشهد يتكرر دوما في الصف الواحد الذي يتجاوز عدد الطلبة في الشعبة الواحدة 50 طالبا الامر الذي يتناقض مع المعايير والمقاييس النموذجية مما يحرم الطلبة من بيئة تعليمية مناسبة في كل المعايير الوقتية والنفسية وغيرها ولا تتيح له الحصول على المعلومة بقدر كاف.
ما زالت مشكلة دوام الفترتين ترواح مكانها تؤرق اولياء الامور في صعوبة التحاق ابنائهم او بناتهم في هذا النوع من المدارس خاصة في فصل الشتاء وما يمتاز فيه من برد قارص في ظل عدم جاهزية عدد كبير منها للتعامل مع اجواء الشتاء او الصيف وما يتطلبه من تأخر كما تعمل هذه المدارس على تقليل وقت الحصة الواحدة.
الكتب والمناهج المدرسية وفي ظل التأكيدات التي تصدر عن الوزارة الا انه لغاية الان فان عددا كبيرا من المدارس لم تستلم مخصصاتها من المناهج المدرسية لعدم جاهزيتها.
ناهيك عن الحالة السيئة لبعض المدارس والتي تحتاج الى صيانة عامة في بعض مرافقها التي هي في وضع لا يسمح ولا يشكل جوا دراسيا مريحا او حتى في الحدود الدنيا.
ان الخاسر من كل هذه التعقيدات والتحديات هو الطالب الذي يعتبر محورا وعنصرا رئيسيا في العملية التعليية ويجب علينا توفير بيئة مدرسية آمنة ونموذجية تحقق له كل الشروط اللازمة وان يعتبر محور تفكيرنا.
ناهيك عن الاسر وأولياء الامور الذي تضطرهم هذه الاوضاع الى البحث عن مدارس خاصة لابنائهم بهدف توفير اجواء تعليمية مناسبة في ظل اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة مما يضيف اعباء مالية جديدة لتراكم صعوبة وضنك الحياة والذي بالتالي يعود سلبا على الحالة المجتمعية.
وعلينا أن ندرك أن تقدم الأمم وحضارتها يقاس بمستوى التعليم.
الدستور