ورقة ضغط جديدة تستخدمها الإدارة الأمريكية ضد الفلسطينيين
29-08-2018 10:20 PM
عمون - قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، قطع مساعدات عن السلطة الفلسطينية، بقيمة 200 مليون دولار.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصادرها، ان القرار جاء بعد مراجعة أجرتها الإدارة الأمريكية للمشاريع الممولة بهذه المساعدات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكرت الوكالة، ان وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس بالقرار الذي ينص على “توجيه أموال المساعدات إلى مشاريع ذات أولوية أعلى في أماكن أخرى”.
يشار إلى أن مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية كانت قد كشفت في تقرير لها، في وقت سابق من الشهر الجاري، ان البيت الأبيض يعتزم حجب ما يصل إلى 200 مليون دولار من مساعدات إغاثة المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية من أجل الضغط على الفلسطينيين لقبول خطة السلام الأمريكية، المعروفة بـ”صفقة القرن”.
ونقلت المجلة عن مصادر لم تسمها، أن مايك بومبيو عارض في البداية هذه التخفيضات الكاسحة، بحجة أنه سيكون من الأفضل إعادة توجيه التمويل الأمريكي لجهود الإغاثة الدولية الأخرى، ولكن رفض كوشنر ذلك، معتبراً أن إنهاء المساعدات على الفور يمكن أن يقوي موقفه التفاوضي عندما يقدم خطته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها.
وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن، الدكتور خليل جهشان، ان هذا القرار من قبل الإدارة الأمريكية يُعتبر تصعيد في الصدام الحالي المستمر بين واشنطن ورام الله بخصوص المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني عامة.
وأضاف لموقع "شرق وغرب" اللندني: يبدو أن الإدارة الأمريكية تتصرف وكأنها امبراطورية تريد أن تفرض مشيئتها وإرادتها على الطرف الفلسطيني بالنسبة للقبول بخطة السلام التي لم يُعلن عنها بعد (وهذا شيء غريب جداً) المسماة بـ”صفقة القرن”، وتريد للطرف الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، بأن تنصاع لهذه الأوامر التي تأتي من واشنطن، إلا أن هذا غير وارد.
وختم بالقول: على الإدارة الأمريكية أن تعيد النظر في هذه الخطوات. فهي ليست أول طرف أبدى عداءه للقضية الفلسطينية وحاول تصفيتها في الماضي، وأعتقد أن هذه الجهود ستكون في الواقع جهوداً عبثية لا قيمة لها، لأن إرادة الشعب الفلسطيني لن تسمح بمثل هذه التصرفات من قبل السيد ترامب ومساعديه في البيت الأبيض لابتزاز الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة البشعة.
هذا، وقال رئيس مؤسسة “ذا ناشيونال إنترست” في الولايات المتحدة، الدكتور خالد صفوري، أن إدارة الرئيس ترامب سلّمت مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية بأكملها لجاريد كوشنر وجيسون جرينبلات، مشيراً إلى أن لديهما تاريخ طويل في دعم اليمين الاسرائيلي المتطرف بدءاً من جماعات المستوطنين إلى جماعة “كهانا حي”.
وأضاف لـ"شرق وغرب": من يعرف تاريخهما الطويل في دعم المستعمرات غير القانونية في الضفة الغربية لن يفاجأ بقيامهم بالنيابة عن إدارة ترامب بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل. حيث بالإضافة إلى دعم المستوطنات، وتبني الموقف الإسرائيلي حول القدس وحق العودة، يحاولون الآن إلغاء حق ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وهذا يأتي كخطوة لإنهاء القضية الفلسطينية.
وختم بالقول: الموقف المعادي للفسطينيين تمادى كثيراً لغياب أي موقف عربي حقيقي يقف أمام هذه المواقف، مما يشجع هذه الإدارة على المضي قدماً في قراراتها العدوانية والظالمة للفلسطينين.
إلى ذلك، قال الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، غيث العمري، ان الغاية من قطع المساعدات الأمريكية للفلسطينيين هي للضغط على السلطة الفلسطينية لإعادة تعاونها ومشاركتها مع الجهود الدبلوماسية الأمريكية.
وأضاف لـ"شرق وغرب": لكن، بما أن المساعدات الأمريكية في السنوات الأخيرة لم يتم دفعها إلى ميزانية السلطة الفلسطينية، وإنما دفعت بشكل مباشر لدعم المشاريع الإنسانية على الأرض، فإن قطع هذه المساعدات لن يؤثر على ميزانية السلطة الفلسطينية، وبالتالي لن يكون لهذا التصرف أي تأثير على القرارات الدبلوماسية للسلطة الفلسطينية. بل سيزيد ذلك في تقليل مصداقية الولايات المتحدة بين الفلسطينيين ويقلل من تعاونهم في الدبلوماسية الأمريكية.
وأشار العمري إلى أن قطع المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الحالة الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة التوتر الذي سيؤثر، ليس فقط على الفلسطينيين، وإنما على أمن إسرائيل أيضاً.