قبل أيام قليلة اشتغلت الماكينة الدبلوماسية الملكية بأقصى طاقتها هنا في عمان وحضر كل أعضاء النادي الطائفي في العراق فضلا عن شخصيات سياسية سعودية وتركية وفلسطينية وتوجت بان جاء الرئيس الاميركي جورج بوش إلى عمان ورغم ذلك كله فلم ينس سيد البلاد أن يذكر الجميع بان القضية الفلسطينية هي الأولوية الأولى للأردن.فهل انعكس ذلك على الحلقات الادنى في الديبلوماسية الاردنية ؟؟
قليل من الكلام ليتناسب مع قليل من الفعل في الشأن الخارجي ، هذا هو التوصيف الملائم للمشهد الدبلوماسي الأردني على الصعيد الإقليمي وهو بالمناسبة فيه من الحكمة الكثير فما دامت لجنة بيكر - هاملتون قد التقت مع أعداء واشنطن وأصدقائها على السواء( التقت اللجنة مع وليد المعلم وزير الخارجية السوري والمندوب السوري في الأمم المتحدة ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع والمندوب الإيراني في الأمم المتحدة وشخصيات إيرانية أخرى والقيادي الإسرائيلي افرام سنيه ورومان برودي رئيس وزراء ايطاليا) ولم يكن هناك رأيا أردنيا في تلك الاستشارات سوى حديث استمر اقل من نصف ساعة مع سفيرنا في واشنطن لذلك فإننا نحسن صنعا في التزام "الحياد الايجابي" في الشأن الإقليمي ولولا الجهد الجبار الذي بذله ويبذله جلالة الملك لقلنا أن بلدنا لا يقع في جنوب غرب آسيا.
ولكن هل الموضوع الفلسطيني شأن خارجي؟
إذا كانت المشكلة الفلسطينية شانا عربيا لدى الأشقاء في موريتانيا والسودان وجزر القمر وإذا كانت القضية الفلسطينية شأنا إسلاميا لاندونيسيا وبنغلادش و وطاجيكستان فإنها لدينا قضية وطنية بامتياز ولاعتبارات تضيق صفحات كل الصحف عن استيعابها ويكفي أن نقول أن أمننا الوطني الذي هو رأسمالنا الأعز والأغلى يتأثر بما يجري على بعد كيلومترات إلى الغرب منا.
ثمة أسئلة برسم الإجابة لخارجيتنا:
ترى ما هي الأدوات التي نملكها للمساهمة الجدية في إطفاء الاشتعال الفلسطيني الفلسطيني ؟
هل لدينا قنوات دبلوماسية مع طرفي المشكلة؟
إذا ما وقع المحذور وذهبت الأطراف المشتبكة إلى ما كان حذر منه جلالة الملك مرارا وتكرارا كيف يمكن التعامل مع هذا التطور؟
ما هي الوسائل الممكنة لتلافي هجرة فلسطينية ( طواعية أو قسرية ) إلى الشرق؟
ما هي وسائلنا للإسهام في منع انهيار بنية السلطة الوطنية؟
هذه الأسئلة هي برسم الإجابة فهل ثمة صدى لأصواتنا؟