الأردنيون، يستحضرون كل عامٍ ذكرى أيلول، وما شهدته بلادهم من أحداث أمن داخلي مطلع عقد سبعينات القرن الماضي.
ودوماً، تتطلع الذاكرة الأردنية إلى تلك الأحداث على أنها مثلت بدايةً جديدةً استطاع الأردن بقيادة الملك حسين – طيب الله ثراه – أن يعبرها باقتدار، علاوة على أنها مثلت مرحلة اعادة انتاج الدولة.
واحداث أيلول اختتمت عقدين سبقاها مر خلالهما الأردن، بأشد ظلم ذوي القربى، ومحاولات التدخل بشأنه.
وبدأت تلك المرحلة، منذ خمسينات القرن الماضي، واستمرت نحو عقدين من الزمن، إذ لا يمكن قراءة أحداث أيلول دون قراءة ما سبقها من صعودٍ لتياراتٍ رفعت شعارات القومية وحاولت خلق حالة أفضت إلى نكسةٍ عام 1967م.
وجاءت أحداث أيلول، لتختتم تلك المرحلة، وتعيد الدولة الأردنية انتاج مؤسساتها، وتخلق مرحلتها، وتأخذ بدور التنمية
وتتوسع بدورها الخدمي والسياسي والاجتماعي.
وفي ذاكرة الأردنيين، مثل "أيلول" أحداث فتنةٍ، اجتازها الأردن بصلابة وبوفاء بنيه وجيشه وخطابه الشرعي الذي أثبتت الأيام أنه الأكثر عدلاً لمطالب ووجدان الشعب الأردني والإلتزام بقضاياه.
وعلى أعتاب أيلول، علينا أن نعي أننا بحاجة اليوم إلى كتابة الرواية وتأملها، والدروس والعبر المستفادة منها، بعيداً عما يطرحه البعض من سياقات تحاول بث التفرقة بين الأردنيين.
فأيلول، كان معركة الأمن والسلم، ومعركة المسار الذي تحقق وقاده الحسين وبُذل لأجله الشهداء دمهم.
وفي الذهنية الأردنية، ما زال الأردنيون يستحضرون "أيلول" ورموزه، وما اختزله من أيقونات أكدت أن الأردن قوي وقادر على مواجهة "المحن".
وأشارت الوثائق الأردنية لاحداث ايلول انها معركة استعادة النظام، مبينة أن مكونات المجتمع الأردني كافة شاركت بها، لفرض النظام والقانون.
وبعد نحو خمس عقودٍ من الزمن، فاننا مطالبين بصياغة الرواية وتوضيح ما جرى وتأكيد ثوابت الأردن وأدوراه، حتى لا تبقى هذه الرواية رهينة لجاهل أو سردية لحاقد.
خاصة وأن النموذج الأردني ودوره لفلسطين، ولقضايا الأمة، أثبت صدقيته وشرعية رؤاه، فلماذا لا نكتب رواية أيلول بقلمٍ أردنيٍ رصينٍ ووطنيٍ ملتزم.
فالأردن بيقين خاض معركة الحق، منذ تأسس وحتى اليوم .