أكيد: 9 وزراء يغيبون عن مواقع التواصل الاجتماعي
29-08-2018 01:28 PM
عمون - يغيب 9 وزراء يشكلون 31% من أعضاء حكومة الدكتور عمر الرزاز، عن مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل 20 وزيرا بنسبة 69% منهم يملكون حسابا واحدا على "فيسبوك" أو "تويتر" أو حسابين على كلا موقعي التواصل الاجتماعي، بحسب رصد أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد".
وأظهر الرصد المنشور على موقع "أكيد" (www. akeed.jo)، أن عدد الوزراء الذين يملكون حسابا على "فيسبوك" 17 وزيرا بنسبة 58.62%، و11 وزيرا يملكون حسابا على "تويتر" بنسبة 37.93%، على أن 8 وزراء بنسبة 27.58 % بمن فيهم رئيس الوزراء يملكون حسابين على "فيسبوك" و"تويتر".
وتظهر أرقام حكومة الرزاز تحسنا مقارنة بما رَصَدَهُ "أكيد" سابقاً حول حكومة هاني الملقي؛ إذ ظهر في حينها أن 72% من أعضاء حكومة الملقي البالغ عددهم 29 وزيرا بمن فيهم رئيس الوزراء، ليسوا موجودين على منصات التواصل الاجتماعي في بلد يبلغ عدد مستخدمي "فيسبوك" فيه 5.3 مليون مستخدم وما يزيد على 400 ألف مستخدم لموقع "تويتر"، حتى نهاية العام 2017، بحسب ما أورده الموقع العالمي المتخصص في إحصاءات استخدام الإنترنت Internet World Stats.
الرزّاز ومنصات التواصل الاجتماعي
لا يمكن التطرّق لمنابر التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزراء بمنأى عن صفحتيّ رئيس الوزراء عمر الرزاز على "فيسبوك" و"توتير"، الذي كان بمثابة العرّاب في استخدام المسؤولين هذه الصفحات للتواصل مع العامة وسماع مطالبهم وملاحظاتهم.
الرزاز، عقب تولّيه رئاسة الوزراء، يجد وقتاً مستقطعاً لوضع المشاركات في المناسبات السعيدة والحزينة على السواء، كالتهنئة بالعيد والنجاح في الثانوية العامة ونعيه شهداء القوات المسلحة في الأحداث الإرهابية الأخيرة والفنان الراحل ياسر المصري، عبر صفحتيه على "فيسبوك" و"تويتر"، وإن كانت الأخيرة تشكّل فرصة أكبر له للتفاعل مع التعليقات ومشاركة بعض المنشورات الواردة عبر صفحات رسمية أخرى.
غياب بمجرد أداء اليمين
ثمة وزراء يُلغون حساباتهم على "فيسبوك" بعد تقلّدهم المنصب، ومنهم من يستبدل صفحته الشخصية بأخرى رسمية تستعرض إنجازاته، ليصار لحذفها هي الأخرى في وقت لاحق، ومنهم على سبيل المثال وزيرة الثقافة بسمة النسور.
صفحة النسور السابقة، التي ألغتها عقب تقلّدها الوزارة مع تنويه ساقته ابنتها على صفحتها الشخصية حول أن "هناك من حاول انتهاك خصوصية الوزيرة عبر الصور العائلية والتعليق عليها بشكل غير لائق"، كانت تحفل بأنشطتها الاجتماعية والعائلية وروابط المقالات التي تكتبها.
عن تجربتها، تقول النسور في تصريح لـ "أكيد" إنها "ألغت حسابها على موقع "فيسبوك"، حين خشيَت على خصوصياتها وخصوصيات عائلتها وصديقاتها، لم يكن هناك خيار آخر ولم أتوقع أن يصل الأمر بالبعض حد استخدام صور خاصة".
وتضيف "لا أنكر أني أشعر بعزلة مؤخراً لانقطاعي عن صفحة الفيسبوك، وأعوّض هذا الشعور بكثير من العمل، لكن هذه ضريبة لا بد أن تدفعها الشخصية العامة. وهذا ما دفعني لإغلاق الصفحة بعد مدة من أدائي اليمين".
هناك حالة من "الفوضى واختلاط الأوراق. الوضع غير مشجّع عموماً"، هكذا تقيّم النسور مشهد وسائل التواصل الاجتماعي، مستدركة أنها تقرّ بأهميتها في الوصل بين المسؤول والجمهور.
وزيرة الإعلام في حكومة الرزاز والناطقة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات كانت قد أوقفت مشاركاتها على صفحتها عبر موقع "فيسبوك"، وكان آخر ما كتبته عقب تولّيها المنصب، وتحديداً في تاريخ 17 حزيران، أنها "تعِد بأن تكون على قدر التحدي وأن تكون ناطقة رسمية باسم القرى والمدن والمخيمات وأنها ستبني جسور التواصل وتكرّس الشفافية وأنها ستعيد اللقاء الأسبوعي بالإعلاميين خلال فترة قصيرة".
واستبدلت غنيمات "فيسبوك" بـ "تويتر"، الذي تعرض من خلاله بعض نشاطاتها الوظيفية، بشكل متباعد وغير منتظم، لتكتفي بمشاركة بعض ما تنشره صفحة رئاسة الوزراء.
"تويتر" لتوثيق المهام الوظيفية
من الوزراء من يعتمد صفحة الـ "تويتر" الخاصة به لعرض مهامه الوظيفية، وفي مقدمتهم وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي يُعدّ من الناشطين على هذا الموقع.
وقد كان الصفدي، قبل تقلّده المنصب، ينشر في مرات روابط أخبار أو مواد صحافية أو مشاهد طبيعية بعدسة هاتفه، لكنه سرعان ما جعلها منبراً رسمياً للحديث عن مهامه التي يقوم بها، مرفقاً إياها بالصور والفيديوهات من قلب الحدث، حتى بات من الضروري الرجوع إليها، في معظم الأحيان، لمعرفة أي جديد على صعيد الزيارات الرسمية واللقاءات التي يعقدها.
التوجّه العام هو اللجوء لموقع "تويتر" أكثر من "فيسبوك"، لما يسم الأخير من طابع شخصي يبتعد من يتقلّدون المناصب الرسمية عن الخوض فيه.
التفاعل الإعلامي والشعبي مع صفحات الوزراء
تناولت مواقع إخبارية بكثير من التعميمات رغم الإشارة في العنوان لوجود تفاصيل، موادا أخرى تحدثت عن تغريدات الوزراء عقب أدائهم اليمين الدستورية، وكانت مواد صحافية قد أبرزت ردود الوزراء على إشاعات طالتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عدد من الزملاء باتوا يعتمدون على صفحات الوزراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنقل خبر عنهم أو منجز جديد، فيما حظي كثير منهم بالاهتمام إلى حد باتت فيه بعض العبارات تُستخدَم كـ "هاشتاغ"، مثل "#هاجر_يا_قتية#" التي تحيل لتعليق الرزاز على سؤال وجّهه إليه أحد الشباب الأردنيين ويُدعى قتيبة، و"#الرزاز_انتحاري#"، وهو المصطلح الذي كان قد استخدمه في حديثه عن محاربة الفساد.
وتواصل مرصد "أكيد" مع مكاتب خمسة وزراء للحصول على أرائهم حول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من عدمه الا أن 3 وزراء منهم اعتذروا فيما لم يحصل المرصد على أي جواب من الوزيرين الأخرين، طوال فترة إعداد هذا الرصد الذي امتد أسبوعا.
وكانت وزيرة تطوير القطاع العام مجد شويكة عبرت في تصريح سابق لـ"أكيد"، عن إيمانها بأن "مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم منبراً ومكاناً للجميع للتواصل والحوار والمناقشة والتشبيك، حيث ساهمت التطورات التكنولوجية الحديثة بعمل قفزة وثورة غير متوقعة في عالم الاتصال، وعملت قارة جديدة ربطت أجزاء العالم بفضائه الواسع عبر الفضاء السيبراني والعالم الافتراضي".
وحول تجربتها الشخصية في استخدام "تويتر" و"فيسبوك"، تقول شويكة التي حملت أيضا حقيبة "الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" في حكومة الدكتور هاني الملقي، "استخدم تويتر قبل استلامي حقيبة وزارة الاتصالات، حيث كنت أنشر وأكتب كل ما أراه مفيداً وأشارك مع المتابعين آخر الأخبار والأحداث".
وأضافت "عندما أصبحت وزيرة، ولأنني مدركة تماماً أن التواصل مع المواطن ومعرفة احتياجاته ومتطلباته، تقربنا من تحقيق أهدافنا، حرصت على استمرار تفاعلي على منصات التواصل الاجتماعي وأشعر بسعادة عندما يكون التفاعل إيجابياً وواقعياً وعندما يكون هناك طرح لبعض المقترحات حيث آخذ جميع التعليقات ذات القيمة المضافة بمنتهى الجدية".
أكيد