جمعتنا الصدفة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في كل من منى والمزدلفة وعرفات، عرفته منذ سنوات عندما كان رئيساً للجامعة الاسلامية العالمية، استاذاً ذا خلق وادب جم، قمة في الادب والتواضع، عميداً من خيرة العمداء، ورئيسا من خيرة رؤساء الجامعات.، صديقاً وفياً دون مجاملات، صادقاً مع نفسه في كل المحافل والمجالس والندوات، صاحب نفس عزيزة وصاحب نخوة وكرامة وشهامات، قريب من القلب دون مُراءاة ومجاملات، حديثه شجي مزين بالأحاديث والآيات.

ما دعاني حقيقة للكتابة عن الدكتور عبد الناصر ابو البصل، ليس شيخاً او أستاذ او عميداً او رئيس جامعة أو وزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية. وانما واجب الضمير وتلك المواقف التي شاهدتها ولمستها وكنت شاهدا عليها لعبد الناصر أبو البصل في قيامه وسهره في ليله ونهاره على خدمة الحجاج الأردنيين وهو يجوب مخيماتهم وخيمهم وحلهم وترحالهم في كافة المشاعر الدينية من جدة الى مكة الى منى الى المزدلفة الى عرفات الى مكة الى المدينة الى جده وعودة الى عمان. لم يهدأ له بال، كان يشق الطرقات والمسارب والممرات مخترقا صفوف الحجيج، فتارة يسأل عن هذا الحاج وتارة يقوم بدفع عربة رجل مقعد، وتارة يقدم الطعام والشراب للحجيج، رغم وجود بعثة اردنية تتابع الكبير والصغير تتابع حاجات الحجيج الاردنيين، الا ان هاتفه النقال كان في متناول كافة الحجيج، وشاهدته وسمعته بأذني وهو يجيب على كل طلبات الحجيج واستفساراتهم وقضاء حاجاتهم ومتابعة اي طارئ لمعالجته بأسرع الاوقات.

كان قريباً من كل حاج وحاجة، كان قريباً من كل الحجاج الأردنيين حتى اولئك الفرادى الذي جاءوا على عاتقهم من خارج بعثة الحج الاردنية. وإذا ما حلت وعكة صحية بأحد الحجاج الاردنيين، كان يسارع الخُطا الى العيادات الطبية والمستشفيات للاطمئنان عنهم ومتابعة حاجاتهم.

نعم هذا هو عبد الناصر ابو البصل، هذا هو الانسان والذي كان يقوم بواجبه على خير قيام. كلمة شكر وتقدير واحترام الى عبد الناصر ابو البصل، الى الاستاذ الانسان الى العميد الشيخ الى الرئيس المتواضع والى الوزير الحق، بوركت يا عبد الناصر وجزاك الله عن الحجيج خير الجزاء، وأكثر من امثالك الوزراء الذين قال عنهم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وزراء الميدان فأنت واحد منهم ان لم تكن قدوتهم.

ولا يفوتني في هذا المقام الا ان اشيد بالجهود الكبيرة لمدير مكتب معالي الوزير الاستاذ زياد البيك الذي لازم معالي الوزير وكان خير معين وقام بجهود يشكر عليها من قبل كافة الحجاج الأردنيين.

الدستور