بيان صادر عن ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية
28-08-2018 03:27 PM
عموون - عقد ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية اجتماعه الدوري في مقرّ حزب الشعب الديمقراطي الاردني "حشد", حيث ناقش الاوضاع السياسية الداخلية والتطورات الجارية على الصعيدين الوطني والعربي, وخلص إلى ما يلي:
• لا زالت البلاد تعيش على وقع الازمات الاقتصادية والسياسية الحادّة التي ادت إلى الهبة الشعبية وما تلاها في ايار الماضي.
وفي ضوء الرصد المنهجي الدقيق للتطورات الجارية خلال الاشهر الثلاثة الماضية, فقد عبرّت السياسات الرسمية للحكومة عن تمسّكها بنهج الالتفاف على المطالب الشعبية التي كان ولا زال في صدارتها: تغيير النهج الاقتصادي التبعي لمراكز الرأسمالية العالمية واعتماد استراتيجية الاقتصاد الانتاجي, وتغيير النهج السياسي الاقصائي باعتماد استراتيجية المشاركة الواسعة في القرار الوطني.
• في هذا الوقت الذي تشتد فيه المعاناة المعيشية للمواطنين وتسود اجواء شديدة السلبية من القلق وعدم الثقة في الاوساط الشعبية, فإن الحكومة تحجم عن اقرار سياسات جادة للتحول نحو مرحلة جديدة واعتماد برنامج عمل للاصلاح الوطني الديمقراطي الشامل والاسراع في تنفيذ مستحقاته ومنظومته القانونية والاقتصادية والسياسية.
في هذا السياق فإن احزابنا تحذّر من الاستجابة لضغوط صندوق النقد الدولي بفرض المزيد من الضرائب على الفئات الوسطى والفقيرة وتجاهل اصلاح قانون ضريبة المبيعات, وإلغاء القرارات الاقتصادية الجائرة التي اتخذتها الحكومة السابقة فيما يتعلق برفع الاسعار والضرائب على عشرات السّلع الاساسية.
• في ذات السياق فإن احزابنا تطالب الحكومة بمحاسبة الفاسدين وملاحقتهم واستعادة الاموال المنهوبة دون تردّد, ومغادرة نهج التواطؤ والحسابات الفئوية الضيقة على حساب مصلحة الوطن.
• على صعيد متصل, تستنكر احزابنا تعيين سفير أردني جديد لدى الكيان الصهيوني في الوقت الذي يواصل فيه العدو حربه العسكرية والسياسية التصفوية ضد الشعب الفلسطيني كما يواصل انتهاكاته للسيادة الوطنية الاردنية.
وكان الاجدر بالحكومة أن تغلق سفارة العدوّ في عمان وتعلن وقف العمل بمعاهدة وادي عربه وملاحقها الخطيرة.
لقد تجاهلت الحكومة المطالب الوطنية الملحة, بالاعلان عن وقف تأجير اراضي الباقورة والغمر للعدوّ الصهيوني قبل شهرين من حلول تشرين اول, وكان يمكن للحكومة أن تسجل انجازاً تاريخياً لو استجابت لهذا المطلب الوطني المشروع تحقيقاً لاستعادة السيادة الوطنية الاردنية على اراضي الباقورة والغمر. وما زالت الحكومة مطالبة باتخاذ موقف يعلن عودة السيادة على هذه الأراضي الأردنية.
على الصعيد الفلسطيني, فقد تسارعت مؤخراً اجراءات التحالف الصهيوني الامريكي بتطبيق المشروع السياسي التصفوي على الارض, بعد اعلان الادارة الامريكية بان القدس خارج طاولة المفاوضات, واتخاذ اجراءات تصفوية اخرى بخصوص وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين على طريق انهاء خدماتها واستهداف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وديارهم.
تجري كل هذه التطورات الخطيرة في ظل استمرار الانقسام المدّمر في الحركة الوطنية الفلسطينية, وفتح مسارات تفاوض عبثية مع العدوّ الصهيوني من قبل قوى فلسطينية وانظمة عربية متساوقة مع المشروع السياسي الذي تطرحه صفقة القرن. نضم صوتنا الى صوت القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية للاسراع في رأب الصدع وانجاز الوحدة الداخلية في مثل هذه الظروف الخطيرة.
كما تتوجه احزابنا وباسم الشعب الاردني بالتقدير والاجلال للشعب الفلسطيني الذي يواصل كفاحه ضد الاحتلال وضد كل اشكال الحصار بشجاعة قل نظيرها.
• يعبر الائتلاف عن أستنكاره الشديد للتهديدات الامريكية والغربية بالعدوان على سوريا الشقيقة تحت نفس الذرائع التضليلية التي استخدمت قبيل العدوان الامريكي البريطاني واحتلال العراق الشقيق من قبل القوى الاستعمارية عام 2003.
إن الاحزاب والقوى الشعبية العربية معنية بتحشيد قواها لمواجهة المشروع الاستعماري الكبير في المنطقة العربية والتمسك بمشروع المقاومة ضد العدوّ الصهيوني.