من معاذ 1 الى معاذ 2: أجب
د. عدنان متروك شديفات
28-08-2018 12:42 PM
لا أعلم ما هو حجم الحزن الذي يخالط شعور الطفل الياس أبن معاذ الوطن 2 الحويطات وما هو حجم الحرمان الذي يعتري الآن والدة معاذ الوطن 1 الكساسبة ولكن باعتقادي هم غارقون بحزنهم وصبرهم ويخيل لي كثيراً، وهنا لا بد من الربط للاحداث فيما بينها ذات يوم وأنا أشاهد ما أورده الطفل ابن الشهيد الزيود أمامي وكنت ازور بيت عزاء احد مرتبات المخابرات في منطقة غريسا بالزرقاء الذي أستشهد في أول أيام رمضان المبارك في عملية البقعة وعندها جاء أبنه وهو طفل جميل إلى حضن الباشا فيصل الشوبكي فقبله وقال الطفل الجميل بأنه طلب من والده لعبة وسرعان ما لبى الباشا الطلب وأوعز إلى مدير مكتبه أن احضر أجمل الألعاب من عمان.
كان موقفاً وطنياً وإنسانيا هز جميع الحضور وكان أنبل و أكبر من كل المؤامرات والصفقات التي حيكت ضد الوطن الأردني ...
هناك شئ لا يعلمه إلا قلة من الناس وهو عندما يختلط شعورك الداخلي مع همك الوطني فأنك تذرف دمعتين ووردة الأولى على من رحلت روحه إلى السماء من أجل أطفالنا والثانية على طفل لا زال ينتظر اللعبة اما الوردة فأنني أهديها كشامة على خد الوطن إلى رجال الحق اللذين لا زالوا يدافعون وينافحون عن أطفالنا.
هل يخاطب معاذ الكساسبة معاذ حويطات الآن من معاذ واحد إلى معاذ اثنين هل تسمعني اجب وهل يقول له من معاذ الكرك إلى معاذ الجفر أم أن الخطاب ما بينهم هو بلغة الإرسال ودورات الاتصالات التي تلقوها أثناء سنوات النشئ العسكرية الأولى.
أسمحوا لي أن أخاطب فيكم حب الوطن وأن أقبل وجنتيكم ضحى ومساء ... وأن نحضر ديزني لاند بأكملها إلى من تركتموهم أمانة في أعناق الوطن.
هناك خوف يعتريني وقلق يلازمني أحياناً حينما تكون أللعبة هي حلم الياس أبن معاذ حويطات وتكون بحجم الوطن ويعتريني القلق أكثر حينما لا أجد من يحضر تلك الألعاب دائماً وفي كل عيد إلى أطفال الشهداء.
أبناء الشهداء الحقيقيين يستحقون كل الرعاية من الدولة ويستحقون أكثر الدعم والمؤازرة والتساؤل هنا ؟؟ لما لا يكون لهم مدرسة خاصة شبيهة بتلك الموجودة في بعض البلاد العربية من حولنا وتكون العناية أكبر من كل الألعاب والحدائق، بحيث يكتفوا بفقدان أعز الناس عليهم ويكون توجيههم نحو الوطن وتكون لديهم مناهج خاصة بتلك المدارس ونستمر بالرعاية حتى يكون لدينا معاذ ثلاثة وأربعة ونكون جميعنا مشروع شهداء للوطن ضد الكراهية والظلامية والخطابات المتطرفة وننجب كل يوم الف الف معاذ.
الباحث عدنان متروك الشديفات