ما بين عقلية الملك المتقدمة والحكومات ..
فايز الاجراشي
02-05-2007 03:00 AM
منذ ان تسلم جلالة الملك سدة الحكم اظهر نوعا من الايدلوجية التي تحاكي العقل والمنطق في احترام الوقت والعمل من خلال اطلاق مشاريع تنموية ومقترحات ايجابية تستطيع ان تخطوا في البلاد الى مسافات طويلة وتجعله يتجاوز عقدة البترول والامكانيات الطبيعية .فمنذ اللحظات الاولى لتولي جلالته اعلن صراحة انه لا يحب النفاق وحديث المجاملات والتملق من الفنون التي نتقنها نحن الاردنيون وطلب من كل المسؤولين ان يهتموا بالتنمية والمواطن والتقدم بعيدا عن البرتوكولات الشكلية التي لا تخدم احدا.
فكانت البداية المنطقة الاقتصادية الخاصة العقبة فطلب الملك ان تعمل كافة المؤسسات في تطوير هذه المنطقة والخروج بها من عنق الزجاجة ووضع قوانين لها تختلف عن باقي مناطق المملكة كونها لها ميزات خاصة فجاء من يشكك في هذه التوجهات ويعتقد انها لن تخدم الاردن وستسبب المشاكل ولم يكن هذا الكلام بعيدا فقد خرج من رمم الحكومة انذاك ونذكر كيف ان هذا الامر اطاح بحكومة الروابدة الذي كان يعارض ويتحفظ على ان تكون العقبة منطقة اقتصادية خاصة معتبرا ان ذلك قد يؤثر على عروبة الاردن وعقدة الاستعمار وها هي العقبة وافكار الملك تنجح في جعلها من اهم منتجعات العالم واصبح بها تطورا هائلا شمل جميع القطاعات.
ثم بعد ذلك اشار جلالته الى ان منطقة العبدلي لا تستغل بالشكل الصحيح وان بها اجهزة قد لا يكون موقعها مناسبا وتعتبر عثرة في تطوير عمان العاصمة وفعلا استطاع ان يجذب الاستثمارات المختلفة لهذه المنطقة وان يغيرها ويحدث ثورة جغرافية لم تكن لتتحقق لولا قرارا جريئا اتخذه الملك فرديا بعيدا عن الحكومة انذاك التي هي ايضا كانت تخشى ضياع الاراضي والاستعمار الاجنبي.
حتى وصل الامر بالبعث الى كيل الاتهامات بان هذه المشاريع ليست في مصلحة الاردن وانها تنقص من سيادته ومرة اخرى اثبت الملك ان لديه رؤية ثاقبة وانه يسابق عقليات من يحكمهم.
وبعد ذلك جاءت قضية اراضي معسكرات الزرقاء التي كانت على الدوام مغلقه وتمنع المدينة من التقدم والتطور شرقا وعائقا قويا امام تمدن وعصرنه المدينة بسبب طبيعتها العسكرية.
ولم تكن تحتوي تلك المعسكرات سوى بعض من البيوت القديمة والمعسكرات التدريبية التي لم يكن مكانها يناسب ما تحويه.
نظرة الملك كانت ان تستقل هذه الاراضي في سبيل التوسع نحو الشرق لمدينة الزرقاء والخروج من الانغلاق الاجباري الذي كانت تعيشه بسبب ضيق المساحة الارضية وكثرة السكان الذين تزاحموا في بقع جغرافية ضيقه.
والان مدينة الشرق التي تنفذ مشاريع ضخمة في ارض المعسكرات اصبحت تنافس عمان الغربية بعد العمران الذي اصبح بها واشرقت الزرقاء مرة اخرى وجاءها الفضاء الذي كان محجوبا لسنوات طويلة وكان محرما على المواطن الاردني ان تطأ مرماه هذه المناطق وطبعا لطبيعتها العسكرية ومرة اخرى يثبت الملك انه على حق وان من يحاول وضع العصي في العربة هدفه تخريبي ليس الا.
وبعدها اصبح الاردني ينظر الى الملك على انه هو الذي عليه عاتق التنمية والتطور ولم يكن ليشك لحظة ان ما يقوم به ليس لصالحه او يعارض مصلحة المواطن التي هي همه المتواصل في سكته وترحاله.
وعلقت لدى المواطن ان الملك يسبق حكوماته في كثير من الخطوات والتفكير والليبرالية وحتى الحرية والديمقراطية.
وبعد ذلك توالت المشاريع والاستثمارات فكانت منطقة المفرق الاقتصادية التنموية ومن ثم اربد التي افتتحها جلالته يوم الثلاثاء الماضي معلنا عن مشاريع سوف تخدم ابناء الاردن عامه واربد خاصة.
حتى ان جلالته تطرق الى الموضوع بشكل مباشر حينما طلب من حكومته ان تعطي جزءا من الارباح لاهالي مدينة اربد تحديدا حتى يكونوا مشاركين بفعالية ويشعروا بشعور المالك والمشارك لا المراقب.
عبد الله الثاني كان بامكانه ان يبقى في قصره يعيش ببحبوحة الحياة مثل غيره من الملوك ولكنه ولحسن حظنا نحن الاردنيين ليس من ذاك النوع الذي يحب نفسه وينسى شعبه وقد اثبت ذلك فعليا وعمليا انه ملك الشعب وانهم جمعيا يعتبرهم ابناءه فلا احد يستطيع ان ينسى مقولته المشهورة «كان لدي ثلاثة ابناء واصبح لدي الان اربعة مليون ابن» ولا احد ينسى كيف ان الملك كان يترك فراشه الدافئ ايام البرد والمطر ويذهب متنكرا الى المستشفيات والدوائر الحكومية ليطلع بنفسه على ما تقدمه الحكومة للمواطن ويطمأن الى ان الاردني ياخذ حقوقه كاملة.
بلا شك ان الملك عبد الله هذا الاردني الذي نشأ في اسرة الهاشمين يحمل هما كبيرا قد يزيد عن سنه ولكنها الامانة والمسؤوليه التي تحملها ويريد ان يخلص لها وان يكون شعبه الاردني يعيش في افضل الاحوال واحسن الظروف ومن اجل ذلك تراه يصل الليل بالنهار يفكر ويتنقل وهو يبحث عن افضل السبل في سبيل تحقيق ذلك.
الملك لم يكتفي بتطوير البناء والعمران بل امتد الى العقل والقوانين والانظمة حتى اصبحت الاردن بالفعل واحة امن وامان ومنطقة يقصدها الجميع ولها عراقة الديمقراطيات العالمية واصبحت نموذجا للدولة العصرية المتقدمة في الشرق الاوسط.