سيفي ذو حدين في معركة الفساد
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
27-08-2018 03:55 PM
الطريق سالك.. مستحيل لتو كان مزدحم.. لكنه الآن سالك.. أتعبتني هذه المعادلة التي تقلقنا عدم دوام الحال ولعله هاجس يقلق الجميع في منحنى نسير فيه في خطوط متوازيه في طريق الحياة وفي طريق المركبات وفي طريق العالم الافتراضي عبر السوشل ميديا، تعددت الطرق والسبيل واحد، وهو الوصول.
ولكن هيهات أن تصل في مجتمع يدور حول نفسه في دائرة مغلقة هو من أدخل نفسه بداخلها ونسي الفضاء الفسيح وألغى الفكر النير والابداع المتميز وأبى إلا أن يقف على بوابة الفساد مصر الا أن يحطمها، مع أن ما خلف ذلك الباب ليس بالحقيقية بل هو واقع فرض على الشعب لفترة من الزمن، لنرى الألسن تنادي وتطلب والقوانين تتحمس وتشرع كله من أجل التخلص من (الفساد) هذا المصطلح الذي أصبح يقدم في كل المحافل والموائد والمناسبات أصبح العنصر الأساسي في حديث الحافلات ووسائل النقل المختلفة والمواطنين في الشارع وعبر السوشل ميديا والاذاعات والصحف والتلفزيونات، مصطلح (الفساد) الذي يشكل هاجس مخيف في الاردن أمام سير عجلة التقدم والازدهار والابداع والتميز، ولعلنا نجد أن تفنيد هذا المصطلح وتوكيل جهات معينة للحديث والتعامل معه بات أمرا ملحاً ومهماً.
فما نجده في مجتمعنا أن كل شيء أصبح يعزى للفساد، وكل قرار يسند الى الفساد، وكل تصرف ننعته بالفساد، ولعلنا نُحطم مجاديف سفينة بلدي في ابحارها إذا لم نجد حلا سريعا لهذا المصطلح (حتى لا تتوارثه الأجيال) ويصبح سيف ذو حدين يجرح صاحبه في موقف معين وينقذه في موقف آخر.
ونبقى نسأل من المسؤول عن إيقاف نزيف البلد من جرح الفساد ومن هو الطبيب القادر على لئم هذا الجرح الذي بات يتوسع ونخاف أن لا نستطيع السيطرة عليه ليصل الى جسم الأردن وعندها نخاف أن يحصل ما لا يحمد عقباه ولنتعض من قول أجدادنا (ما ينفع البر يوم الغاره).