تنسيق أردني فلسطيني لمواجهة المخططات الأمريكية
27-08-2018 11:47 AM
عمون - توقع مسؤولون في "السلطة الفلسطينية" أن تلجأ الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب إلى مزيد من يالإجراءات الضاغطة على القيادة، من أجل العدول عن موقفها السابق برفض «صفقة القرن»، والاعتراض على واشنطن كوسيط "نزيه ووحيد في عملية السلام"، وذلك قبل أن تطرح رسميا خطتها للسلام، التي تلبي كامل المطالب "الإسرائيلية" على حساب الحقوق الفلسطينية.. وتستعد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لعقد اجتماع لها غداً الثلاثاء، لمتابعة المواقف الأميركية.
وتعول القيادة الفلسطينية على مساندتها بشكل كبير من قبل القيادة الأردنية، للتصدي لهذا المخطط، بحلقاته القديمة (المتعلقة بالقدس) والجديدة الخاصة بتصفية الأونروا وتقليص أعداد اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والذي سيؤدي حال أقر رسميا، إلى «انفجار وعدم استقرار» في المنطقة، (كما يقول المسؤولون الفلسطينيون في السلطة) لما له من مخاطر كبيرة على المستقبل السياسي في تلك البلدان خاصة الأردن، التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين المقدر عددهم الكلي بنحو ستة ملايين لاجئ.
وبحسب مسؤول فلسطيني، فقد أكد لصحيفة "القدس العربي" أن هذا الملف جرى بحثه باستفاضة خلال اللقاء الأخير الذي جمع رئيس السلطة محمود عباس بالملك عبد الله الثاني في عمان، والذي تقرر خلاله أن تشرع المملكة بجهود جديدة من أجل تأمين دعم إضافي ل «الأونروا» التي تعاني من عجز مالي كبير، جراء وقف الدعم الأمريكي منذ مطلع العام الجاري، وهو أمر بدأ فعليا بجولة لوزير خارجية عمان أيمن الصفدي، الذي اتفق مع دول غربية على عقد مؤتمر جديد للمانحين الشهر المقبل.
وعلمت «القدس العربي» أن إشارات بنوايا واشنطن تجاه قضية اللاجئين، وصلت القيادة الفلسطينية والأردنية، قبل الكشف "الإسرائيلي" الأخير عن خطة ترامب، وأن ذلك هو ما سرع في عقد قمة عمان بين عباس وعبدالله، والتي تلاها تحركات وزير الخارجية الأردني، الذي زار دولا غربية وعربية لمناقشة الملف الخطير، في ظل خشية الطرفين من تأثير واشنطن على المانحين، لوقف تمويل نشاطات «الأونروا» مستقبلا.
تصفية حق عودة اللاجئين
يأتي ذلك في ظل تمهيد إدارة ترامب للإعلان رسميا عن سياسة جديدة تهدف إلى «تصفية حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، وهو أمر علق عليه مسؤولون في كيان العدو بالقول إنه يمثل «خطوة تاريخية» بعد إزالة قضية القدس من جدول المفاوضات ونقل السفارة الأمريكية إليها.
واعتبر المسؤولون أن إلغاء «حق العودة» أمر في غاية الأهمية كونه يمثل وفق الزعم "الإسرائيلي" «العقبة الرئيسية» في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وقد أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور واصل أبو يوسف على رفض القيادة «لكل ما يمس بالحقوق الوطنية الفلسطينية»، وشدد على تمسك القيادة بالثوابت الوطنية على رأسها القدس واللاجئين. وقال معقبا على مخطط واشنطن الجديد «كل الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الإدارة الأمريكية تأتي في سياق ما تسمى بصفقة القرن»، مجددا الرفض الفلسطيني لهذا المخطط، ولأية مساع وجهود أمريكية كونها "حليفة للاحتلال في جرائمه".
اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة
ومن المقرر أن تعقد اللجنة التنفيذية الثلاثاء المقبل اجتماعا لها برئاسة محمود عباس في رام الله، على أن يسبقه اليوم الإثنين لقاء تشاوري لبحث ملفات سياسية وفي مقدمتها المخططات الأمريكية.
يشار إلى أن الكشف عن خطط واشنطن لإلغاء «الأونروا» جاء بعد ساعات فقط من قرارها بوقف تحويل 200 مليون دولار لصالح مشاريع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي هذا السياق أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب لم تف بالتزاماتها المالية تجاه فلسطين منذ أكثر من عام، وأن الإعلان الأمريكي عن قطع تلك الالتزامات خلال الساعات الأخيرة "لم يكن جديدا".
وأضاف في بيان صحافي «الإعلان الأمريكي يأتي ضمن سياسة الابتزاز والضغط المرفوضة التي يتبعها الرئيس ترامب تجاه القيادة الفلسطينية لإجبارها على القبول بما يسمى صفقة العصر». وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته "لن يرضخا لأي ابتزاز ولن يقايضا الثوابت الوطنية بأي شيء".
وأكد المحمود أن سياسة واشنطن الحالية تدعم الاحتلال "الإسرائيلي" وتقضي على أي بارقة محتملة لإرساء أسس السلام، مطالبا جميع الدول التي تعهدت باحتضان عملية السلام أن تتحمل مسؤولياتها تجاه "الأوضاع الخطيرة التي تنشأ في بلادنا والمنطقة إثر السياسات التي تدفع بمزيد من التوتر والقلق".
القدس العربي