معقدةٌ تلك الخلطة الإنسانية الروحية التي تحويها مكنوناتنا الداخلية!!!
أرى جمهور المشاهدين لمسرحية حياتي وحياتك كثر، وكلٌ يفسر أحداثها بما تعنيه وأعنيه ونعنيه لهم، فاليوم زارني المرض، وليلة أمس عشت الحزن، وقبلها نجحت وتفوقت بدراستي، وعن العمل بحثت وثابرت وكافحت.
كانت ردود أفعال البعض عند المرض، عند الحزن تواسيني، تخفف عني وتحاكيني: كل سيءُ يحدث لك ابتلاء، أما النجاحات فكانت من وجهة نظرهم لأن الله يريد بأن يكافئني ويهديني أحسن جزاء نظير صبري على المحن والشقاء.
ولكن البعض من المشاهدين، من المبغضين وغير المحبين، همس في أذن أمثاله من الصاغرين وقال له: بأن ما يحدث معي ومعك "خطايا" نظراً لسوء النوايا، لتكرار الأثام والشرور ولسوءٍ ارتكبناه ووجود العديد من الضحايا!!
ما هذا؟
عزيزي القاريء: أبطال حياتنا قسمان، قسمٌ تعني له الكثير، وسيحاول دائماً أن يجعل لك من الخطب الكبير صغير، وأن يقنعك بأن لكل حدثٍ تبرير، وأنك تمتلك حق تقرير المصير، وأن حياتك ستمضي حباً وفرحاً وما ينتظرك خيراً كثير، وأنك لا تستحق سوى الفرح، والحب، وكل تقدير.
أما أبطال النص الثاني من الحكاية فهم بشرٌ على هيئة أعاصير، لو وليتهم أمرك لمت قبل أوانك من شدة غدر الريح والعبث وموت الضمير.
دائماً وقبل أن يكتمل حدثك، أن تستوعب قدرك، أن تفهم خطبك، سيثرثرون، ولبعضهم همساً فقط سيخبرون، بأن ما يحدث معك "خطايا"!!
خطايا قلوبهم البيضاء
الصدق والوفاء
الحب والإخاء
وجميع السابق هم يملكون، وأنت فقط متهم بأنك لا تملك سوى سوء الظنون، وذنبك أنك أمتحنت في دار البلاء، وتعثرت خطاك قبل أن تبلغ خط الاستواء، ولك عزيزي أن تقدر ما يحدث معك: هل هي خطايا أم هي أقدارٌ فتأخذها بحسن النوايا، ولكن أتدري كيف تكون ؟ حتى تنجوا من ذاك الفكر المجنون؟
لا تدعهم يثرثرون
همشهم من حياتك لأنهم كثيرون
وامضِ فأننا ماضون "بخطايا أو بدون خطايا"
قلوبكم وأفئدتكم فقط يعلمون وروحٌ خلقها الله فلا تدعهم بلغوهم يشوهون
ولتكن خطايا وليلعبوا هم دور الضحايا