مرت كل تلك السنوات وتبدلت الأحوال من حال لحال..
وقامت دوله وسقطت دول تغيرت حكومات وحكومات... وبقي الفاسد ينتظر المخصص الشهري...
الذى يمكنه من العيش برغد هذه الحياة...
تتطورت الأحوال الاقتصادية بحلوها ومرها وغلائها وضرائبها ولكن كل تلك الظروف السيئه العامة في الوطن...
يتجرع مرارتها صديقنا المسؤول القابع أسفل الدرج ينتظر هبشة ما ليرتفع درجة من درجات سلم الفساد ...
حينما يجلس صديقنا عند نهاية الأسبوع فى منزله لينال قسطآ من الراحة بعد أسبوع عمل متواصل ودؤوب..
يتمدد هناك يتفقد حصيلة هبشاته الأسبوعيه وآلية توزيعها في صناديقها البنكيه ورقآ وآملاك....
جلس مقابل شاشة التلفاز يشاهد إعتصامات وإضرابات إرتفاع أسعار وضرائب هنا وموت وفقر هناك..
وكأنه يتابع خبرآ في بلاد لا يعلم موقعها على الخريطه الجغرافية.. يعلم صديقنا كل المعرفة أن وطنه يمّر بظروف صعبه لكنّه لا يكلف نفسه عناء التفكير بحلول تنعشّه أو تخفف من حمولته الزائده ....
نام ولا يوجد في مخيّلته سوى فكرة مغادرته غدآ للمكتب
باكرآ ليحتفل بميلاده السبعين وعينه تصبو على كمية الهديا التي ستقدم له عند المساء غدآ...
اليوم سيبلغ صديقنا السبعون عامآ سنوات طويله من العطاء والهبشات والتزريقات ..
وعند عودته مساءآ وهو يقود سيارته شعر بالتعب فجأه توقف جانبآ وذهب يشطح في مخيلته.. خطر على باله فكرة أن
يتنحى جانبآ ويترك المجال في الهبشات لغيره ممكن أبنه او حتى شخص ممن يثق بهم لربما أجد البديل قال في سره...وبعد دقائق عاد من خياله وقد زال جهده وتعبه ورسم حينها إبتسامه صفراء على شفتيه وقال متمتمآ..
أعلم بأن سنة الحياة العملية وجود ذلك التصنيف الوظيفي الغبي (متقاعد /وغير متقاعد) ...
وهذا التصنيف ليس إلا نظام فرضته أنظمة العمل المختلفة حتى يتسنى لهم تعيين موظف جديد بدل موظف آخر تقدّم بالعمر وهذا التصنيف لا يعتبر حكماً على الإنسان بالموت ولا يمنعه حتى من العطاء في ميادين الحياة المختلفة آها عجبتني تلك الجمله الآخيره ...
"ولا يمنعه حتى من العطاء في ميادين الحياة المختلفة"
إذآ سأتقاعد وأرتاح بما بقي لي من عمر ...
أجل سأتقاعد من وظيفتي تلك لقد تعبت نعم تعبت...
لأرتاح بعض الوقت من عملي المتعب والمرهق ...
وبعدها سأنتقل لمجال آخر من ميادين الحياة العمليه..