قيمة الوعي السياسي في حياتنا
د. محمد كامل القرعان
26-08-2018 03:20 PM
فاليوم نحن بحاجة إلى نظرة المحلل حول القضايا السياسية التي تحدث في بيئتنا اليومية ولا نحتاج إلى نظرة المشاهد السطحية التي تفتقر إلى الأسس العلمية والواقعية حول الإحداث السياسية ، فالوعي بمفهومه الشامل يساعد المجتمع على تحليل الواقع السياسي المحلي والدولي تحليلا علميا وواقعيا وصحيحا بعيدا عن الشعارات والنظرة العاطفية والشائعات.
وحاليا تعيش بعض المجتمعات حالة من الجمود الفكري والمعرفي، والذي انعكس بدوره بطريقة عكسية على مجريات الاحداث ومعطيات المرحلة السياسية الدقيقة من حياة الامة وأثر سلبا في تغير واجهة القرار السياسي بما يخدم الوضع الاقتصادي بشكل عام.
ايلاء الاهتمام بمفهوم تدريس فكرة الوعي السياسي لطلبتنا في الجامعات والمدارس مهم جدا بحد بذاته ، لان الوعي السياسي يعد موضوعا مهما في توجيه قناعة الرأي العام بمجريات الأحداث الحقيقية.
كما ان ايلاء الفكر السياسي الاهتمام بسبب تاثيره المباشرة في الإحداث السياسية ومعطياتها، وهو ضرورة حياتية في مجتمعاتنا اذا ما أردنا التغيير وتقدير الأحداث وبصورة تخدم الاهداف النبيلة للدولة ونشاطها الفكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا سيما في الفترة الحالية.
فعلى الرغم من وجود الكثير من النظريات إلا أن التطبيق ظل أمرا مرهونا في خيال بعض الأفراد المكؤثين والمتأثرين فقط وظل أمرا مرهونا بعقلية هؤلاء القائمين عليه وأصبحت اللامبالاة تشكل جانبا من نفسيتهم وتعاملهم اليومي.
بل ان القهر الفكري والراي المخالف أحدى العناوين الرئيسية في الحكم على الاحدث والقرارات ، فلم يعد المجتمع يهتم كثيرا بالمشاركة السياسية وصنع القرارات التي تعد من موضوعات الوعي السياسي، فالاهتمام اليوم موجة نحو القضايا الثانوية والبسيطة في المشهد الحالي لا سيما الاقتصادية منها.
ونرى امامنا اهتمام جيل التغيير (الشباب) موجها الى العالم الافتراضي والكرة والملاعب والأفلام والكليبات والأغاني وغيرها ، وهنا يجب أن يكون هناك دعوات شبابية بتشكيل الاحزاب والجمعيات والنقابات والنوادي الاهلية تكون وظيفتها نشر الوعي السياسي بين الأوساط العامة، أو الدعوة للنهوض بواقع المجتمع وافتراضاتها وتوقعاته الذي تمر من مرحلة إلى اخرى من حيث الاهتمامات والكماليات حتى باتت تؤمن بعدم صدق الدولة في التغيير وتنتظر الخارج لإحداث التغير في الداخل.
ونظرا لأهمية الوعي بمفهومه الواسع إذا ما توفرت (مفاهيمه وعلومه) بصورة علمية وأكاديمية بين جيل الشباب وطلاب الجامعات والمدارس والمواطنين كان تاثيره جليا في القرار السياسي في المجتمع، وتحويل الراي العام إلى قوة ضغط على ممارسات وتصرفات الحكومات والقرارات السيادية .