العرش والجيش والسلاح .. اعيدوا خدمة العلم الحقيقية
المحامي محمد الصبيحي
30-05-2009 10:13 PM
" الذين طبلوا وزمروا لمفاوضات السلام ومعاهدات السلام نراهم الان يضربون كفا بكف ويتوارون خجلا من سذاجتهم السياسية حين صدقوا السلام الاسرائيلي ووصفوا المعارضين بأنهم جهلة السياسة أعداء السلام تجار الحروب "..
.........................................
لاضمانة للأردنيين الا بوحدتهم القائمة على الالتفاف حول العرش والجيش والسلاح فلا معاهدات سلام ولا مجتمع دولي ولا ضمانات أمريكية ولا تضامن عربي يمكن أن يضمن للأردنيين سلامة أرضهم وشعبهم ونظامهم
.
أسرائيل التي تتجه نحو التطرف ويتقاسم قادتها أدوارا في المسرحية تؤمن أيمانا تلموديا بأن المعاهدات والعهود ليست الا حالة مؤقتة لحاجة أسرائيلية ماسة , وحين تصوت غالبية في الكنيست لاعتبار الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين بضم بقايا من اراضي الضفة الغربية اليه فان ذلك يعني أن المؤسسة التشريعية الاسرائيلية التي يعلم كل أعضائها أن المعاهدات الدولية أقوى من القوانين المحلية يريدون أيضا أن يقولوا للعالم أن القانون الدولي الوحيد الذي يعترفون به هو ما يشرعونه هم وما يقررونه هم فقط .
سيقال أن اليمين الاسرائيلي اراد بهذا اجهاض مشروع الادارة الامريكية لحل الدولتين , وسيقال أن الغرض هو زرع فتنة بين الاردنيين والفلسطينيين , وسيقال أنها ورقة لتحسين شروط التفاوض فيقبل الفلسطينيون بأي حل خشية أن يفرض اليمين المتطرف الحل وفق رؤيته , ومع ذلك فان كل الاحتمالات مفتوحة على المستقبل , والذين طبلوا وزمروا لمفاوضات السلام ومعاهدات السلام نراهم الان يضربون كفا بكف ويتوارون خجلا من سذاجتهم السياسية حين صدقوا السلام الاسرائيلي ووصفوا المعارضين بأنهم جهلة السياسة أعداء السلام تجار الحروب .
علينا هنا في الاردن أن نتعامل مع الحدث وكأنه أمر واقع ومخطط قيد التنفيذ , ولا مجال للتهاون والركون الى التطمينات الديبلوماسية , وهناك خطوات لابد أن تبادر اليها الحكومة وأولها اعادة الخدمة العسكرية الاجبارية الحقيقية بالمدة الكاملة على جميع المكلفين , وتحويل الشباب الاردني كله الى قوات خاصة ليعلم العدو الصهيوني أن الشعب الاردني شعب مقاتل شرس وقادر على قطع اليد التي تمتد الى أرضه وحقوقه , واذا كانت أسرائيل قد ذاقت الأمرين في حربها مع المقاومة اللبنانية فان معركتها في لبنان ليست الا نزهة مقارنة مع ما ستؤول اليه الامور اذا ما فكرت بالاعتداء على الاردن .
ومن الضرورة وضع خطة لعسكرة المجتمع الاردني كله معنويا وماديا وبناء الاقتصاد على أساس أن مخاطر وتحديات الحرب قادمة لا محالة فتلك هي الطريقة الوحيدة للحيلولة دون وقوعها وردع العدو عنها, أما اذا وجدنا مفككين متراخين منهمكين في الاستهلاك فان اللقمة السائغة تجلب الافواه الجوعى للتوسع والعدوان .
ان الشعب الذي يلتف حول قيادته وجيشه ويعتز بوطنه وتاريخه شعب عصي على الاختراق والهزيمة , وليس أمام الاردنيين الا طريق واحد وهو الالتفاف حول العرش والجيش والامساك بالسلاح .
ان ساعة الجد تقترب , والمخاطر ليست أحجية قابلة للصواب والخطأ , وحتى لو كان ما يجري فقاعة صابون فاننا لن نخسر شيئا اذا ما تكاتفنا وأمسكنا بسلاحنا ووقفنا خلف قائدنا وجيشنا .
نريد أن نسمع من الحكومة موقفا أقوى من استدعاء السفير الاسرائيلي , ونريد أن نسمع من النواب أصواتا أعلى من الانتقادات المصلحية والانشغال بالرواتب والاعفاءات والواسطات .