الموانئ ودورها في السياسة الإماراتية
نايل الليمون
25-08-2018 08:20 PM
نالت الهند استقلالها عام 1947 عن المملكه المتحده واصاب الثانيه ضعف فلم تعد تهتم بقدر الاهتمام السابق بعد فقدانها اكبر المستعمرات في الشرق واصبح تامين الطريق الى الشرق او الهند ليس ضروريا حيث اخذ دور بريطانيا بالانحسار بعد النصف الاول من القرن العشرين لصالح الولايات المتحده في ايران؛ وبعد ثوره تموز 1958 في العراق التي اطاحت بنظام الملكيه حليف بريطانيا حينها تلقت بريطانيا صفعه قويه وتهديدا لكل مصالحها في الشرق الاوسط كل ذلك ادى الى انسحاب القوات البريطانيه من قاعدة عدن عام 1967 و استقلال اليمن الجنوبي.
ترك قرار الانسحاب البريطاني آثارا على حكام الإمارات الساحل العماني من ما جعلهم يطالبون ببقاء القوات البريطانيه والتعهد بدفع تعويضات ماليه مقابل ذلك من منطلق خوفها من السياسه التوسعيه الإيرانيه تجاه المنطقه والجزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى التابعه لإماراتي الشارقه وراس الخيمه وهذه الهواجس وردات الفعل هي التي اسفرت عن قيام اتحاد الامارات في عام 1971 وتاييد من بريطانيا كما جاء على لسان ادوارد هيث لقد ايدنا نهج الحكومه لإقامة إتحاد بين الامارات العربيه والمخفي ان المؤامره كانت تنسج خيوطها لتتسلم إيران الجزر في ليله الإنسحاب مع كم كبير من المشكلات حيث أصبح أمن الخليج برمته تحت التهديد وقضيه المهجرين من الجزر كما حدثت مشكله تهجير في الجارة سوريا ومن أماكن قد تحسب تغيير ديموغرافي أو تطهير عرقي حيث هددت عروبه الخليج العربي وإستحوذت على ثرواته لذلك عبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقوله راثيا بريطانيا ان معرفتنا ببريطانيا قديمه فهي أكثر الدول الاوروبيه قربا ومعرفة لنا ولمسنا منها الاحترام والوفاء و بريطانيا دوله محترمه وتحترم اصدقاءها ولقد رحلت بريطانيا وإستمرت صداقتنا معها " ما أن تولد الاتحاد حتى ظهرت ردود الافعال ما بين مؤيد ومعارض فكان العراق والاردن والسعوديه ومصر والكويت من الدول التي باركت وايدت وجاءت المعارضه من قبل سوريا والجزائر واليمن الجنوبي اما ايران فقد اخذت موقف المعارضه للاتحاد لانضمام البحرين انذاك فيه حيث تعتبر ايران ان البحرين احد اقاليمها ومحط أنظارها .
بدات دولة الامارات في الاتجاه نحو الإعتماد على مصادر تنميه متنوعه في اقامه مشروعات صناعيه وتجاريه متنوعه واعتماد علم الملاحه والتجاره والطموح في السيطرة على بعض الموانئ الحيويه في شتى الوسائل وذلك لتامين تجاره جبل علي فقد ساعدت العوامل الطبيعيه النشاط الملاحي لسكان دوله الامارات لوجودها على مياه الخليج العربي حيث يعتبر امتدادا كبيرا للمحيط الهندي وموازيا للبحر الاحمر ويقعان على نفس خط العرض 30 ومن منطلق تجمع اقتصادي كبير وشركات عظمى في جبل علي و دخل قومي هائل بمئات المليارات بالإضافه للدخل القادم من إستخراج و صناعة البترول وجدت دوله الامارات أسبابا كثيره للمضي في تدخلات قسريه لاحصريه فمن مياه الخليج العربي والمطالبه بالجزر المحتله من قبل ايران الى خور عيديد في قطر الى جزيره سوقطره و ميناء عدن والحديده والتخوف من الطرق البحريه البديله البسفور والدردنيل في تركيا فتداخلت الحرب البحريه والتجاريه والمصلحه الوطنيه للحفاظ على مكتسبات وتخوف من طرق بديله في حال فتحها مستقبلا كلها في قوة الدولة البحريه تجاريه واقتصاديه كمحدد قوه إستراتيجي يضاف الى عناصر قوتها و احيانا تجيز دول القفز خارج سياق العلاقات المشروعه لحرب ومعاداه نظام حكم من التاثير في أجنداته وعرقلة نشاطه الإقتصادي لأن قوته ونجاحه قد ياتي بالوبال على دوله اخرى لذا فإن بعض الدول قد تستهدف اخرى بملفات اقتصاديه او سياسيه او اجتماعيه وهذا كله قد جرب مع تركيا في اقل من سنتين وذلك خوفا من نهايه معاهده لوزان المقيده لتركيا والتخوف من النشاطات الاقتصاديه والسياسيه في حال الوصول ل عام 2023 حيث نهايه 100 عام من القيود والهوان. ودمتم بخير