facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لا يموتُ الحلم ولا يتضاءل!


سليمان الطعاني
25-08-2018 12:33 PM

هل جرّبتَ عزيزي القارئ ان تعمل وتعمل طواعية وبإخلاص وتفان وان تضحي وتضحي دون مقابل وأن تؤجل احلامك مرة بعد أخرى ويوما بعد آخر من اجل أن يحقق الآخرون أحلامهم وطموحاتهم! ومن أجل ان يصل الآخرون! ويستمتع الآخرون ..... الخ! أما أنت فلا يهم أن تصل! أو متى تصل! او كيف تصل!

كم هو مؤلم، عزيزي القارئ، ان تضع أحلامك جانبا رغم أنفك، وأن تنساها مع مرور الأيام رغم أنفك، وبحجة الظروف القاسية المحيطة بك!

وكم هو مؤلم أن تضحي بكل ما لديك وأن تصبح الأحلام ماضياً ولّى الى غير رجعة! فلا تعد تتذكرها يوماً! او تحنّ اليها في لحظة ما! او تفكر بها للحظة ما! وتحلم بها حتى ولو للحظة ما!

ما أقسى ان تنسَ ورغماً عن، وجهك الآخر البسيط وتلجأ لوجه آخر! ليس لك أصلاً ترتديه وهو لا يناسبك فقط لتظهر بصورة أخرى فقط لتحظى برضا الآخرين! وليتك ترضيهم حقا بل ليتك ترضي نفسك ليتك تريح نفسك!

في حياة كل واحد منا ممرات، شئنا أم أبينا سنمُرّ عليها، ولكلِ فترة شدتُها ولينُها، وطأتُها على النفسِ تتأرجح بين الرغبة وبين النفور، الرغبة الحالمة والنفور اليائس، لكن أقسى تلك الفترات وأكثرها شتاتًا مرحلة البَين بين، تلك التي تكون فيها أنت كبُندول الساعة تتأرجح بين الأمل وبين اليأس، لا تستكين ولا تنتصر، ربما يعتريك الوهن والتعب ولكن هُناك أملاً يدغدغك، يذوب فيك ويتيه داخلك. فلا تكن على قائمة الانتظار أو على صف الاحتياط لسنوات وسنوات تستعد وتترقب وتنتظر دورك المأمول فلعلك أفضل من يملأ الاحتياط ويشغل الفراغ.

لا يموتُ الحلم ولا يتضاءل، بل له اتساعٌ كاتساع الفضاء، لا بداية له ولا نهاية، ليس كأحلام العابثين، بل هو حلم الطامحين، يداعبك من طرفٍ خفي، ربما لعلها الفطرة فينا أن ننتظر شيئًا قد يعيد للروحِ جزءاً مما فُقِد منها،
يقول فيلسوف الأمل "أرنست": الغد يحيا في اليوم، والناس تتطلع إليه على الدوام؛ ويرى أن البشر كانوا دوماً يتحركون بتأثير فكرة، وأن أفضل ما يرجونه من أوضاع لم يتحقق بعد، ويقول لا تدفنوا احلامكم في التراب خشية الخذلان فتفقد الروح بهجتها ويصيبها الوهن،

ويرى هذا الفيلسوف إن الانحدار إلى القاع ليس هو الكارثةَ، لكن الكارثة هي الاعتقاد أنه لا سبيل إلى الخروج من القاع، وان الحل ليس في البكاء على الأطلال وندب الحُظوظ، وإنما في الترفع عن الواقع ومحاولة تحويل عوامل الضعف إلى قوة، واليأس إلى أمل، والهدم إلى بناء ونهوض وتعمير، مبيناً أن اليأس مثل الأمل يصنع التغيير ويفتح بوابة إلى الأمل والتحدي، وأن كليهما صنعا التقدم البشري





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :