بين الاستقلال .. وعشرية تولي الملك سلطاتـه الدستورية
د. سحر المجالي
30-05-2009 06:01 AM
ترتكز فلسفة الملك عبد الله الثاني في الحكم و السياسة منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999 على رؤى وأفكار و تطلعات تعتبر المرجعية و المنطلق لسياسة الأردن الداخلية و الخارجية، تهدف إلى إيجاد وعي سياسي و اقتصادي و اجتماعي لدى المواطن الأردني بهدف دفع مسيرة التنمية و التحديث في المجتمع الأردني؛ و هذا ما أكد عليه جلالته عند رفع شعار '' الأردن أولاً'' الذي يهدف الى وضع خطة عمل متكاملة للنهوض بالأردن، من خلال تحفيز روح الانتماء و الولاء للأردن ونظامه السياسي في بيئة ديمقراطية قائمة على الحرية و المساواة و التعددية السياسية. ومن أجل مواصلة مسيرة التنمية و التحديث دأب جلالة الملك عبد الله الثاني بالتاكيد على مفهوم التنمية السياسية و الإدارية و على مفهوم الإصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، وضرورة إستثمار الموارد و الطاقات البشرية المتاحة على الوجه الأفضل لمواجهة التحديات الداخلية التي يعاني منها الأردن كالمديونية و الفقر و البطالة. بالإضافة لصد المخاطر الخارجية والمتمثلة في الصراع العربي- الإسرائيلي. وكل ما يهدد حاضر الأمة العربية ومستقبلها.
وقد اثبتت ايام العقد الأول من عمر المملكة الرابعة، أن الشعب الأردني- هو الهدف الرئيس عند الملك عبد الله الثاني ، وفي ذلك يقول جلالته '' أن الأردن الذي أسعى لبنائه، هو الأردن الذي يمنح الفرص المتكافئة للجميع، و لا يعطي امتيازات خاصة لأحد، فالشعب هو رأس المال الحقيقي''. حيث يؤكد جلالته على وضع البرامج التنفيذية الهادفة إلى ترتيب الأولويات الوطنية سواء السياسية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية، المراد تحقيقها مستقبلاً ، خاصة ما يتعلق بدفع مسيرة الإصلاح الداخلي و مواجهة التحديات الخارجية.
كما يؤمن جلالته على ضرورة تعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ مبادئ الحكم الرشيد والآخذ بيد المواطنين من أجل حياة كريمة بعيدة عن المعاناة من ظاهرتي البطالة و الفقر. و يعتبر تطوير التعليم و توفير الرعاية الصحية، و بناء حياة حزبية سليمة ، وجذب الاستثمار الخارجي، و حماية المصالح الوطنية من أهم اولويات جلالته.
اما على المستوى القومي، فإن حماية الأمن القومي العربي ، و السعي لإقامة الدولة الفلسطينية، واعتبار وحدة العراق وإستقلاله وإستعادة دوره القومي هدف استراتيجي مقدس. كما أن تجذير العمل العربي المشترك، وتطوير مفهوم السوق العربية المشتركة تأتيان على رأس أجندة اهتمامات جلالته. ويؤمن جلالة الملك بأن تعزيز الجبهة الداخلية هو الأساس لمواجهة التحديات الخارجية وأخطارها المحدقة بالأردن، والهادفة في أحد جوانبها الى تحجيم دوره ألإقليمي و الدولي .
وبالتالي فإن تحطيم هذه التحديات يحتاج إلى تضافر كافة جهود أبناء الشعب الأردني ، يحفزهم روح الانتماء و الولاء لهذا الوطن، بعيداً عن الأجندات و الاهتمامات الفئوية أو الشخصية، الخارجة على ثوابت الأردن و أمته العربية.
وإذ نتبوأ ظلال الذكرى السنوية الثالثة والستون لاستقلال وطننا العزيز الأردن ، والذي صادف في الخامس والعشرين من أيار الجاري، لا بد من التعامل إيجابياً مع دعوات جلالة الملك الصادقة التي قطعاً ستقود إلى مستقبل مشرق للأردن وأجياله القادمة ، ليكون خير عون لامته العربية الماجدة.
almajali47@yahoo.com
د. سحر المجالي