الشائعات ومصلحة الوطن العليا ..
فيصل تايه
23-08-2018 11:46 PM
سيصعب تمكن المواطن العادي من الإستمرار في عيش حياة يومية هادئة ومثمرة ما دام تنتشر في بيئته المبالغات والتهويل في كثير من الشؤون المحلية ، فإذا شاع في المجتمع جدل إنهزامي وتماحكي يتجاهل وبشكل مباشر الصالح الوطني العام ، فكيف للفرد العادي أن يشعر بالأمن النفسي ؟ ولذلك.. فإتخاذ مبدأ "تغليب الصالح العام" كسياق أخلاقي وسياسي عام ومتفق عليه من الأغلبية سيضمن إستمرار المسيرة المجتمعية نحو التطور والرقي وفي مختلف الأصعدة ، أما إعتناق التشكيك والتحريض المتبادل بين بعض أعضاء المجتمع الواحد ومحاولة بث الفرقة في النسيج الإجتماعي عبر التحزب الضيق الأفق فهو ليس ديمقراطية هادفة بل إستهتارٌ واضح بكل مقومات الحياة الإنسانية الناجحة.
وصالحنا العام في الاردن واضح وضوح الشمس: الحفاظ على الوحدة الوطنية- البناء على الإنجازات الوطنية السابقة- تطوير المجتمع-بث مزيد من الحس الوطني الواعي بين المواطنين- والأهم هو الإستفادة القصوى من حرية الرأي والتعبير والديمقراطية لبث مزيد من الإطمئنان والشعور بالأمن النفسي في الحياة اليومية.والقضاء على الفساد والمفسدين ضمن منظومة اصلاحية متكاملة ، ويفترض أن ما يحدث في بيئتنا الوطنية الاردنية من نقاشات وحوارات "ديمقراطية" سيرتكز دائماً على نبذ الخلافات والنأي عن النزاعات المصطنعة ، فنمتلك جميعنا أمانة وطن يسكن في قلوبنا ، وحري بنا السعي الحثيث الى إعلاء شأن الاردن عبر الحفاظ على وعي وطني يغلب فيه الصالح العام وتنحسر فيه المصالح الشخصانية الضيقة ، شخصياً وكمئات الآلاف من المواطنين الاردنيين الآخرين نعلم جيداً أن المهاترات والقيل والقال وبث الإشاعات في المجتمع والتقول على الآخرين أو التشكيك في ذمم الناس ليس ديمقراطية هادفة بل تصرفات تفتقد الحكمة.
ان المواطن العادي وإن لم يستوعب أيه شائعات سخيفة ، فإنهم سرعان ما يستخدمون طُرقاً خبيثة ، ومساراتٍ جديدة لإيصال رسائلهم التخريبية الموجهه والتي تستهدف أمن البلد واستقراره ، لَـكن في الحقيقة كل تلك الرعونة تنجلي امام فكر ووعي ابناء هذا البلد لادراكهم صيرورة وحدتهم وتماسكهم وتعاضدهم ليكونوا الصخرة التي تتكسر عليها كل أحقاد المدسوسن التي تستهدف وطناً بأكمله ، لكن كل ما نراه ونسمعه ونقرأه يومياً من حربٍ شعواء تقوم بها جهات بليدة ومتناقضة في أفكارها ، وعدوانيّة في طرحها ، من خلال الشائعات المتتابعة لاختلاق الأحداث الواهنة من جهةٍ ، وتأويلها من جهةٍ أخرى ، إنما هو استخفاف من صبر المواطن الآمن ، وإثارة موجعة للأحقاد الكامنة في نفوس البعض القليل جدا ، واتكاء خبيث على روائح الكوارث الإنسانية اللئيمة.
كل ما علينا هو مواجهة كل الشائعات المُرجفة بمزيد من الوعي والعقلانية ، واستيعاب اللحظة الراهنة وما تتطلّبه من تكاتفٍ جماعيّ للخروج من احقاد الزمر المازومة فالوطن أكبر منا جميعاً والوطنٍ لن تثقلة اية رياح عاتية أو طلقات فارغه مهما عظمت وكبرت لان ارادة الاردنيين اكبر قوة بين ايدينا
حمى الله الاردن وليذهب كيد الكائدين الى جهنم ..
والله المستعان