إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
أ. د. انيس الخصاونة
23-08-2018 01:38 PM
تلقيت الآلاف من التبريكات والتهاني من الاصدقاء والزملاء والمحبين وممن عبروا دوما عن دعمهم لي ولمطالباتي بالاصلاح المؤسسي لبعض دوائرنا وخصوصا جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية. تأثرت كثيرا للسرور البالغ والواضح الذي بدا على هؤلاء الأحبة وبعضهم لا يعرفني شخصيا، ولكنهم يعرفون عن مواقفي وميولي لقول ما اعتقد انه حق ودعمي للمظلومين الذين لحقهم حيف هنا وهناك.
لقد كنت انا شخصيا أول من دفع ثمنا لمواقفه وعانيت الامرين على مدار حولين كاملين، فشكلت لي لجان التحقيق وفبركت لي تهم الاساءة لمؤسسات الوطن والنيل من سمعة جامعتي وعدم القيام بواجباتي التدريسية، ووجهت لي الاستجوابات، وصدرت بحقي الإنذارات والعقوبات المالية والتأديبية رغم حصولي على جوائز علمية رفيعة على المستويين المحلي والإقليمي. طلبتي وزملائي واصدقائي يعرفون أن التعليم الجامعي هو رسالتي، وان حرصي على اداء هذه الرسالة يشكل عقيدة بالنسبة لي بعد عبادة رب العزة.
واليوم اخاطب زملائي وأصدقائي بعدما تم إنصافي من الادارة الشجاعة لجامعة اليرموك ممثلة برئيسها الدكتور زيدان كفافي الذي أصر على تعييني في موقع نائب رئيس الجامعة رغم ما مارسه بعض المرجفين والمشوهين لصور الآخرين والتشكيك بانتمائهم لهذا الوطن ونظامه ومؤسساته، فصوبوا سهامهم المسمومة لكل شيء فينا وطعنوا في وطنيتنا وهم لا يعلمون أننا نفدي الوطن بأعز ما نملك، واننا لم نعارض الوطن يوما ما ولكننا نعارض لأجل الوطن ونعارض الفساد والمفسدين. لا سامح الله كل من ظلمنا وآذانا واساء الى مقاصدنا، وصدق رب العزة وهو القائل (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ).
لقد راهن الكثيرون على الفيتو الامني على تعيينا في هذا الموقع، وقد كان لدي شكوك أيضاً، ولكن المهنية العالية لأجهزتنا الامنية تجاوزت كل التوقعات والافاق المحدودة للبعض، ومارست دورا ايجابيا يخدم الوطن وينهض بمؤسساته.
المواقع القيادية وبهرجتها لم تكن يوما محل سعي وجذب لنا بقدر ما يمكن أن تتيحه لنا هذه المواقع من فرص للعمل والإنجاز وخدمة الناس والجامعة، وتطبيق ما كنا ننادي به واصلاح ما كنا ننتقده، وسنمارس تلك المبادئ التي دعونا اليها مرارا وتكرارا والا فلن يكون هنالك قيمة للموقع لدينا.
أما بالنسبة لمن غمروني بتهانيهم وتوقعاتهم بان أكون إضافة نوعية لجامعة اليرموك، فإني أعدهم بأن أكون ذخرا لهذه الجامعة وأن اعطي كل ما أستطيع بقيادة رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)