كان إذا نام الولد ربط حذاءه إلى سارية السرير. كبر الولد وصار يربط إلى سارية السرير حلمه الصغير. صار الولد رجلا وصار يربط إلى سارية السرير وطن، وطن لا أملك فيه ماضيا واحداً.
كان إذا نام الولد ربط حذاءه إلى سارية حقله الفتي. كبر الولد وصار يربط إلى سارية حقله القطي حلم وهوية. صار الولد رجلا وصار يربط إلى سارية السرير وطن، وطن لا أملك فيه حاضراً واحداً.
كان إذا نام الولد ربط حذاءه إلى سارية السرير. كبر الولد وصار يربط إلى سارية السرير نصه الأثير. صار الولد رجلا وصار يربط إلى سارية السرير وطن، وطن لا أملك فيه موقفا ذكوريا واحداً.
ما فائدة الطرق الوطنية إن لم تأتي بأبي! ما فائدة خيام الأحزاب القومية إن لم تأتي بحذائي! ما فائدة صانع اللافتات التعبوية إن لم تأتي بأغنية! ما فائدة بائع الصحف البلدية إن لم تأتي ببندقية!
لذلك هم ينكرون على الفلسطيني زرادشته لأنه حر وخال من أخطائهم الرعوية.
كان إذا نام الولد ربط حذاءه إلى سارية السرير. كبر الولد وصار يربط إلى سارية السرير جدولا وأسماء أفقية. صار الولد رجلا وصار يربط إلى سارية السرير وطن، وطن لا أملك فيه إشارة وجودية واحدة.
كان إذا نام الولد ربط حذاءه إلى سارية حقله العري. كبر الولد وصار يربط إلى سارية حقله الوشي أفقا. صار الولد رجلا وصار يربط إلى سارية حقله القفي وطن، وطن لا أملك فيه بندقية واحدة.
كان إذا نام الولد ربط حذاءه إلى سارية السرير. كبر الولد وصار يربط إلى سارية السرير نصه فردي التعابير. صار الولد رجلا وصار يربط إلى سارية السرير وطن،وطن لا أملك فيه علة لغوية واحدة.
ما فائدة الأعلام الوطنية إن لم تأتي بوطني! ما فائدة كراريس الأحزاب القومية إن لم تأتي
بسروالي! ما فائدة بائع أوراق اليانصيب الخيرية إن لم تأتي بشرفة مطرية! ما فائدة صكوك الغفران النبوية ولم تأتي سوى بحشد من العلل الوهمية!
لذلك هم ينكرون على الفلسطيني هويته اللغوية لأنه حر وعار من أخطائهم البنيوية.