انفرد سفير دولة الكويت الشقيقة الدكتور حمد الدعيج بسمات التواضع ودماثة الخلق وبروحه الغنية بالعطاء التي امتدت على خارطة وطننا الحبيب يغرس العلم والخير وينشر المحبة ويبني جسور علاقات الاخوة بين الاردن والكويت
اضافة الى ان بصمات هذه الشخصية الدبلوماسية العروبية الأبية ستبقى خالدة في القلوب
تميز الدعيج بنبله وعطائه الخير حتى بات يعرفه القاصي والداني بعميد الدبلوماسيين لتميزه وابداعه وانتشاره شعبويا ورسميا ، لا بل اصبح الاقرب الى نبض قلوب الاردنيين كما الكويتين والعرب .
حمد الدعيج ظاهرة في العمل الدبلوماسي العربي يجب ان تدرس في معاهد الدبلوماسية العالمية لقدراته الفائقة في العمل الدبلوماسي ، وانجازاته الخارقة وقدراته في بناء الجسور السياسية والاجتماعية رغم التحديات وصعوبة العمل ووعورة الطريق وعظم تحديات المرحلة .
ويعتبر الدعيج من الدبلوماسين القلائل الذين مزجوا بين الدبلوماسية والقضايا الاجتماعية وفق استراتيجيات اجتماعية محكمةمستندا الى ارثه السياسي وقدرته على تعظيم الجانب الانساني بالجانب السياسي رغم تعارض المسارات وتقاطعها عرضيا وطوليا .
لم يسجل لحمد الدعيج انه اغلق بابه الدبلوماسي يوما او نافذة روحه الخيرة أمام أحد ، لان السياسة الكويتية التي بنيت على الديمقراطية والحرية والشورى قد علمته ابجديات العمل الدبلوماسي اضافة الى انه خريج نظام سياسي تعود جذوره التاريخية الى مئات السنين ، حيث انه يعتبر من اعرق الانظمة العربية التي عرفت بعلاقتها المبنية على الشفافية ، والوضوح ، والمكاشفة بينها وبين شعبها، نعم انه نظام حر يظاهي ارقى واكثرالديمقراطيات العالمية في حجم المشاركة السياسية المبنية على نظام الشورى ، مما انعكس على طبيعة العقل الدبلوماسي الكويتي .
ليس من الغريب ان يكسر الدعيج الاعراف الدبلوماسية بتواضعه وبانسانيته ، ليقترب اكثر من وجع الناس ومعاناتهم ، وليس من الغريب أن تجده فجأة في نشاط جمعية خيرية يمد ايادي العون والمساعدة ، او على باب مدرسة اطفال يقود طفلا صغيرا يأخذ بيده لقطع الشارع ، ولا تستغرب اذا اصاب احد ابنائه من الطلبة الكويتيين انفلونزا او أي عارض صحي بسيط، ان يكون فوق رأسه في البيت او المستشفى ، ولا تستغرب ان تجده بين الاردنيين البسطاء يشاركهم افراحهم وأتراحهم .
نعم تجمع النخب السياسية والثقافية والاجتماعية في الاردن على أن حمد الدعيج صاحب مشروع نهضوي للعلاقات الاردنية الكويتية ، وصاحب رؤية استراتيجة لبناء جدار قوي ومتين للعلاقات العربية العربية ، ونتمنى أن تستمر هذه القامة الدبلوماسية في استكمال مشروعها النهضوي ، ونتمى على المرجعيات السياسية الكويتية ، أن تعطي الدعيج الفرصة الزمنية ليستكمل مشروعه الدبلوماسي النهضوي للعلاقات الكويتية الاردنية ، وفي مد جسور عظيمة في العمل الدبلوماسي الاردني الكويتي الذي اصبح انموذجا للعلاقات العربية العربية .
حمد الدعيج بحق استطاع ان يكون بوصلة العمل الدبلوماسي ، وأن يضع الروح الانسانية في العمل الدبلوماسي ، لانه يمتلك عقلية تتسم بالتخطيط والبرمجة كيف لا وهو استاذ الادارة الاستراتيجية في جامعة الكويت سابقا ، حمد الدعيج جندي كويتي عروبي دائما يردد لو كلفني سمو الامير ان أكون مدرسا في مدرسة نائية في صحراء الكويت أو أي دولة عربية لما ترددت طرفة عين .
وعلى ابواب سفارة الكويت تبقى ايادي الدعيج البيضاء منبسطة بنورها تسر الناظرين ، وفي وداع الاخ والصديق نزف اعطر التحايا المشبعة برائحة القسيون والدحنون الاردني، تحية كلها اعجاب وتقدير الى صاحب الرؤيا والايادي البيضاء في العمل الدبلوماسي الذي استطاع ان ينفذ توجيهات صاحب السمو صباح الاحمد الصباح بكفاءة واقتدار ، والذي بحق استطاع ان يكون المصباح المنير في دربات الظلمة يشع بالضياء والمحبة والانساينة والحنكة والذكاء .