عندما يسوُس المبدع قطيع حواسنا .. .. احمد حسن الزعبي الساخر أنموذجا .. ؟؟
د.حسين محادين
28-05-2009 11:13 PM
الأردن الحبيب غني بالنماذج المميزة الكثيرة إبداعيا وحياتيا -بعد قيادتنا الهاشمية- بعضهم نال حظوة من الإعلام بشتى صنوفه وآخرون ما زالوا ينتظرون من يكتشفهم ويثق بقدراتهم لاسيما الشباب من الجنسين ؛ وأستثني مؤقتا من هذا الاجتهاد؛ معظم السياسيين وأصحاب الأرقام والألقاب في أردننا المعطاء لأن هؤلاء ببساطة أدمنت إبصارنا كمواطنين حافيّن على اختراقاتهم لنا عبر الخطب والجيزات والمناسبات والمؤتمرات الخارجية التي يوهموننا أحيانا أنهم يصولون ويفحمُون من خلالها أقرانهم ببلاغتهم واجترحاتهم الحلول لمشاكلنا الحياتية في الأردن مثلا؛ و كل ما تبقى هو تصدير هذه الخبرات كي تتشربها مسامات القرية الكونية الصغيرة و التي علمتهم بدورها الخطابة- اخذ وعطاء- والقول ولو بدبلوماسيتهم الهشة غالبا.. " لسنا الوحيدون ولكننا المميزون عليكم؛ ألستم انتم الذين كرستونا- بالسين وليس بالشين لطفا- و أنتم المجاملون لنا وبغض النظر عن إمكاناتنا الحقيقية في الانجاز والعمل على تمثيلكم عبر المواقع الإدارية والسياسية العامة التي ما زلنا نشغلها ؟؟ كنتيجة واقعية لغياب التأثير الفعلي لمؤسسات المجتمع المدني على كثرتها هي وأعداد الأحزاب غير المتمثلتين لأوجاعكم بعناوينها المتوالدة ، وبالتالي، لماذا كثرة التندر أو ألحكي الزايد علينا وعلى أدائنا المعروف ؟؟؟
* السؤال المقابل هنا ؛ هل بوسع مبدع أردني ما- ليس حصرا- بقي مُضخما بقسمات و سوا ليف واقعه العفيف ؛ وحنجرة حداءه الأقرب إلى رائحة المطر ونقاء أنفاس واتلام الفلاح المتعلم الذي لم يخذل وعيه أو أهله ابدآ ؛ لا بل أن يبقي هذا المبدع والمشكل لوعينا جزئيا "كسيزيف مؤمن" بإمكانية هدينا كأردنيين عربا ومسلمين إلى قبلة الوطن الأصدق والأرحب ؛ وإصراره المتنامي عبر الكلمة/ الموقف في زواياه العديدة مع كل صباح على تعديل مزاجنا الأردني الذي هو الأقرب إلى الصحراء منه إلى مرونة الماء والذي أدمن كمزاج في الوقت ذاته صور وأصوات بعض السياسيين الذين صوغ بعضهم الهزائم بما فيها والتنموية على إنها نكسات لا أكثر، أو أنها انحياز من قبلهم لمبداء التجريب على حساب مقدراتنا ومقدرتنا على التحمل وبحضورهم الثقيل على أنفاس أيامنا هذه الذي يشبه سباق التتابع في إشغال المواقع الوزارية الموسسات المستقلة دخولا وتناوب عليها.
وترابطا مع ما سبق ؛ فمن حق هذا المبدع الشاب وأمثاله علينا كقراء أوفياء أن نخبره لماذا نحبه كله ، أو بعض من كتاباته المخمرة بمداد أوجاعنا من مختلف الشرائح كأبناء وطن، أقول أن نناقش معا _وعبر مبادرة عمون الواعدة هذه_ لماذا يحظى هذا المبدع غير الحزبي أو الذي لا يُشغل موقعا سياسيا أو سلطويا غير إيمانه بعفة واستدامة مواقفه قدوة لتفضيلاتنا وحضورا أمام كل الذين أكلوا آذاننا منذ أمد طويل "بالمثقف العضوي" للمبدع غرا مشي ؛ ويستكثرون على الأردنيين أن يقولوا بملء الحناجر وضوحا وعلوا أن لدينا وضمن خصوصية أفراحنا وأتراحنا وحرقة مدادنا أيضا مثقفون بريون للان نقرا لهم ونفتقدهم عندما يُغيّبون عنوة عن حواسنا رغم كل الحداثات الموهومة الطافية على سطح أورامنا التغريبية أو نجاح بعض الحفتلين بشراء أصوات لناخبين وتشيد بعضهم لمفارخ من الأقلام الصماء كجزء من عولمة وتذويب المواقف الوطنية لاعتقادهم الخاطئ أن تسليع " من سلعة" موارد المجتمعات سيشمل إلغاء حقها في استفتاء قلوبنا وبصيرتنا إزاء الكاتب والمثقف الذي بوسعه حقا أن يسوس قطيع حواسنا كقراء أحرار نحو خضرة الوطن؛ قيادته وإنسانه ودوام حضوره لان بوصلة القارئ لاتخطىء مرماها في إنصاف المؤمن بها والناي عن الكافر بحصافتها رؤية ومواقف .
وتعالوا إلى كلمة حق عبر الحوار مع أو ضد احمد حسن الزعبي ولماذا كشخص مبدع و عام بالتأكيد..؟؟
ملاحظة :- الزميل الزعبي احد كتاب الأدب الساخر في الأردن يكتب زاوية دورية في صحيفة الرأي الأردنية بعنوان سوا ليف ، وصدر له كتابان على التوالي سوا ليف الممعوط وله موقع الكتروني .