أول عيد يغيب عنا شهداء الأمس القريب ، بعد أن ودّعوا رفاق الدرب ، والتحقوا برفاق سبقوهم الى قافلة الشهادة الماضية ما مضى الاردن والاردنيون على عزمهم وصادق عهدهم ، قابضين على جمر الصبر والصمود.
نلوذ من فيض مشاعرنا ، ونستلهم ما استطعنا من ارادة شهدائنا ، لنلملم بعضاً من اطراف حزننا ووجعنا قبل ان نتوجه لأمهات الشهداء من سبقوا منهم ومن لحقوا بالأمس ، ولابائهم وزوجاتهم وبناتهم وابنائهم واخواتهم واخوانهم لنقول لهم كان الله معكم ومعنا ومع الاردن وفي عوننا جميعاً . وعسى ان يكون في قادم الايام والاقرب منها ما يلهمنا صبراً وسكينة وسلوى ، ويهبنا حسن العزاء وواسع الفرج .
نألم لفراق من جادوا بارواحهم الطاهرة فداء لحياة عزيزة وآمنة لنا ، ونتوجع لحزن أسرهم الصابره ، ونخشع لفقدان الوطن لهم واعتزازه بتضحياتهم ، ونضرع إلى الله ان يحفظ رفاقهم الابطال المرابطين على الثغور وحيثما احتاجهم الاردن والاردنيون دفاعاً عن حاضرنا مستقبلنا وطموحنا لحياة حرة كريمه .
أما انتم رجال قواتنا المسلحة وحماة أمننا الذين نستظل بليالي سهركم وجهود سواعدكم بواسل جيش ومخابرات وقوات درك وأمن عام فباقون كما كنتم وعلى ما انتم عليه وما خبرناه فيكم رفاقاً لمن سبقوكم للشهادة اوفياء لرسالتكم النبيله ، مخلصين لما نذرتم انفسكم وارواحكم له فداء لامن الاردن ومستقبل اجياله .
هذا هو الاردن متجذرٌ بأعوامه المئة والعديد من منجزاته وجهود ابنائه وفطرية وطنيتهم ولاءً وانتماءً له . ومتشحٌ بحضور دائم ومنيع عنوانه اليوم سبع سنوات من الصمود أمام جرائم الارهاب ولهيب الحروب ومخاطر الاستقطاب الاقليمي والدولي . وطن عابر للتحديات وشعب طموح ينشد الاصلاح المستدام ، ونظام حكم عنوانه الواقعية السياسية التي جنبت الوطن وأهله العثرات والانقسام وديكتاتورية السلطة الغاشمه .
طوبى لشعبنا الاردني الثابت على العهد دوماً والمفطور على الصمود والصبر والأمل . طوبى لشعب جُبل على الوفاء ، وامتلك عزيمة التحدي ، وما تردد يوماً ابداً في التضحية ، وما إثننى عن تقديم القرابين من اجل حياة حرة كريمة ووطن عزيز . وطنٌ بحجم الورد لكنه ما نبا له سيف ولا لانت له قناة في صد قوى الارهاب والظلام ورد كيد المتربصين بأمنه ومستقبله.
وكل عيد والاردن والاردنيون بخير وأمن وسلام .