الورقة الأردنية .. الضعف والقوة
فارس الحباشنة
20-08-2018 01:27 AM
من يتبادلون من مسؤولي الدولة التهاني الرمزية بإقفال صفقة القرن مبتهجين بما يرون أنه خروج عن عزلة و إستحقاقات ثقيلة تواجه حتما الأردن .
مجرى السياسة الإقليمية يشهد تغييرات في موازين القوى لمصلحة أطراف خرجت منتصرة وبمكاسب سياسية من حروبها وصرعاتها ،ولربما أن الحرب السورية واحدة من أمثلتها .
في عمان ثمة شعور غريب فارط بالأطمئنان والراحة ،ولا يعرف ما هو الدافع والسبب . الأردن خسر الورقة الفلسطينية ،والأدارة الامريكية الترامبية ما عادت تستقبل المسؤولين الأردنيين من أجل إحياء مسار السلام الفلسطيني مع إسرائيل .
التفاؤل بلا شك غريب ،والنشاط الدبلوماسي مهما كان مثابرا و ناجحا ما دامت البلاد لا تستتد الى أوراق قوة ،وعمان حقيقة لا تملك أيا منها .
فالخليج ،وعلى رأسه السعودية علاقته رخوة و مشروط و الدعم المالي موقوف وروح الأبوة غادرت السياسة السعودية الجديدة ،ودمشق رغم ضخامة الفرصة الا أن الهشاشة والرخاوة الأردنية
تغلب على مجمل ظاهر السياسات المرتقبة أزاء دمشق .
والعلاقة مع السلطة الفلسطينية دون نفوذ جدي في مراكز القرار الفلسطيني الخاضع كليا للنفوذين المصري والإسرائيلي ،وحماس مقطوعة و لا حتى قنوات سرية و بديلة .
وإسرائيل رغم أتفاقية السلام و العلاقات الأقتصادية الا أن نتنياهو واليمين المتطرف يحمل موقفا متطرفا وعدائي نحو الأردن ،وقانون يهودية الدولة و إعلان القدس عاصمة ﻹسرائيل .
سياسيا ثمة ورقة وهي ورقة ضعف لا قوة تؤهل للعب الأردن دور أضافي في القضية الفلسطينية ،وهي التوطين النهائي للاجئيين و طي ملف حق العودة .
وهنا نتحدث صراحة عن سياسة توطين بطيء وتدريجي . ولا يكاد يجادل أحد أن غلبة المكون الفلسطيني ما عادت أقتصادية ،بلل ثمة توسع في التمثيل في السلطة ومراكز مؤسسية حساسة .
في الأردن أغنى 50 عائلة من أصول فلسطينية . و في تقصي الاقتصاد الأردني فاغلب الشركات و النشاطات التجارية و العقارات مملوكة لرجال أعمال من أصول فلسطينية .
المهم بوضع يدنا على ورقة القوة التي يريدون أن يلعبوا بها بحثا عن دور ومكان وقوة ما . ورقة تعني إنهاء القضية الفلسطينية على حساب الأردن .
وإستعياب المكون الفلسطيني في الأردن في سياق إعادة تكوين النظام والدولة والهوية على إساس ثنائي الوطني ومناصفة أو تحت أغطية الكلام المنمق و الطري لعمر الرزاز و شلته عن العقد الأجتماعي الجديد .
لربما أنه من ضمن الأطر اللامرئية لصفقة القرن إزالة عقدة اللاجئين بالحل النهائي ،وأن عمان تتولى معالجة الملف سياسيا ونهائيا وعلى حسابه .
فماذا تريد إسرائيل ؟ وما هي صفقة القرن ؟ غير تأمين حل سياسي لقضيتي اللاجئين والأمن المطلق لإسرائيل .
الورقة الأردنية لربما أكثر من يرفضها المجتمع الأردني الذي أكتوى بنيران السياسة الأردنية الخارجية وتحديدا في القضية الفلسطينية ، والأردنيون في محطات أحتجاجية سيايية شعبية رفعوا أصواتهم في مناهضة التوطين والحل البديل .
ولربما هذه الهوية السياسية الشعبية الراسخة و الصلبة لا يمكن إذابتها دون تفكيك البلاد و الدولة والمؤسسات والأجهزة العسكرية والمدنية ،وفهل تكون ورقة التوطين قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي لحظة ؟هذا ما يجري .