مثلت سميرة توفيق في عقود خلت رمزاً للفن الأردني، بما حملته كلماتها من تعابير أردنية اختزلت زماناً كان صافياً وكاملاً بأردنيته.
ومثلت سميرة توفيق لجيلٍ أدى ما عليه من دورٍ، وما زال يؤدي، في زمانٍ أردني حمل ملامح على غير ملامح هذا الزمان، الذي يكاد يجف نداه إثر الأوضاع السياسية المحيطة، وما مرت به المنطقة من ويلاتٍ ونوازل .
وزمن سميرة، أو الزمن الذي يمضي بتمهل، حمل ملامح "الحواكير" و"الحيشان" والحنين لبيوت كانت أكثر تباعداً وأكثر دفئاً، لا كزماننا الذي تقاربت بيوته وغابت عنه المعاني.
واستطاع الجيل الذي ترنم بأغاني سميرة أن يحمل الوطن، بوفاءٍ وقيمٍ كانت باذلة بصدق، حيث كل ممكن سهلٌ وصعبٌ، وحاول جيل "سميرة" أن يسترق من الشقاء لحظات كثيرة وصولاً إلى زمان الدعة الذي نعيشه بكل شيءٍ.
كان زماناً يخلو من الترف، ولكنه كان مترفاً بشكلٍ أكبر من ترف زماننا الحالي، فكان يحمل ترف الطيبة، وترف الفضيلة، وترف العطاء، لا ترف التواصل والأكسسوارات والكماليات.
أحياناً، وأنت تتأمل ما يجري في مجتمعنا من ترفٍ سرق ملامح جماله.. تكاد تتساءل بعمق ، ما الذي جرى؟ وهل تشوهنا في السنوات الأخيرة بشكلٍ بات فيه الأردني يفقد شيئاً فشيئاً من قيمه !
إذ كثر الحديث بالشكوى، وقل الحديث بالشكر، وتضاءلت الأمنيات والأحلام لدى الشباب، لا كما شبابنا، الذي كان أكثر حلماً وعنفواناً، ومقدرة على الصبر على أحلامه ..
وما بين زمن مضى وحالياً، هي ليست دعوة مفتوحة للحنين، بقدر ما هي دعوة للمستقبل .. عل أجيال الحاضر ترسم زماناً تستطيع أن ترسم مشاعر الحنين إليه، كما زمان سميرة توفيق !