بعد أن أحكمت دائرة المؤامرة حلقاتها على وطننا العربي في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر، تحاول قوى التطرف والإرهاب بين الحين والآخر اختبار قدرات قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وتفشل جميع اختباراتها؛ لأنها قلعة حصينة تتفجر عليها كل المؤامرات، حتى الأحداث الإرهابية التي وقعت في الأردن لم تنجح على الإطلاق، لأن قوى التطرف لا تزال مفككة منهكة مفلسة في تحقيق أي هدف، وإن أوقعت بعض الخسائر من أبناء أجهزتنا الأمنية فأنها ستظل على مستوى منظومتنا الأمنية أضعف بكثير من تحقيق أي هدف؛ لأن منظومتنا الأمنية بحمد الله محكمة الإغلاق.
وإننا جميعاً نقف صفاً واحداً خلف جلالة الملك في محاربة الإرهاب بأشكاله كافة، ونفديه بالمهج والأرواح، ونعلم بأن الأردن مستهدف أكثر من أي وقت مضى؛ لذلك كلنا نذرنا أنفسنا مشاريع شهادة في سبيل صون أمنه وحماه، فأمن الوطن حدوده أرواحنا وسياجه أنفسنا، وكلنا ثقة في بواسل قواتنا المسلحة الباسلة_ الجيش العربي، وأجهزتنا الأمنية الذين نعتز بهم في الدفاع عن الوطن واستقراره، ونساندهم بكل قوة لدحر الإرهاب، ومجابهة أهل الفكر الظلامي الذين يسعون إلى زعزعة أمن الوطن واستقراره، ونترحم على شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية ثرى الأردن الحبيب.
ولقد ربط الكثير الإرهاب والتطرف بالدين، لذا آن الأوان بتجديد الخطاب الديني والتربوي والإعلامي، والتأكيد على دور المدارس والجامعات والمساجد والإعلام ومساندتها في سبيل محاربة الإرهاب، إضافة إلى إن التعاون المشترك بين الشرفاء من قادة الرأي الحكيم والفكر السديد في المجتمع من جهة، ومع أجهزة الدولة وإجراءاتها من جهة أخرى باتت ضرورة وطنية ملحة أكثر من أي وقت مضى، فالسكوت بهذه المرحلة يعتبر خيانة للوطن، الذي تعلمنا حبهُ، وعشنا على ثراهُ كابراً عن كابر، ولا نعرف لنا في أرض الله الواسعة وطناً غيره، ولا نعرّفُ بين العالمين إلا به.
وكذلك نحتاج إلى برامج إعلامية توعوية تكافح الأفكار الارهابية بين الشباب، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى برامج اقتصادية تستوعب الشباب وتكافح الفقر والبطالة، إضافة إلى مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين؛ فالمجتمع الأردني مُرهق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مما ساهم في خلق بيئة فكرية شعبية ضئيلة حاضنة لمثل هؤلاء الذين يعتقدون أن الموت هو طريق للنجاة ولا غيره.
ونتمنى أن يتم تطوير آليات قواعد الاشتباك مع الإرهابيين لتصبح خسائرنا البشرية صفراً، كما نتمنى من أجهزة الدولة أن تتبنى استراتيجية وسياسات وخطط للاشتباك بكوادر مخصصة ومهنية مع الفضاء الإلكتروني، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليتصدوا للهجمات الشرسة التي تتعرض لها المملكة وقيادتها من معارك نفسية وتشكيك وتخوين وافتراءات واشاعات وكذب؛ لكي يبينوا الحقائق للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي.
وآدام الله جلالة الملك المفدى سنداً وظهيراً للوطن والمواطنين، وأعانه الله على دحر أعدائه والمتآمرين عليه، فأبناء الشعب الأردني يدركون خطورة المرحلة ويتمسكون بكيان وطنهم ونظامهم، الذي لا مثيل له في الدنيا، وهم على ثقة عالية بأن أمن وطننا الحبيب مُصون وسيبقى مصوناً بسواعد حُماة الديار في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وجهودهم المستمرة في حماية أمن الوطن واستقراره، وخاصة فرسان الحق في جهاز المخابرات العامة أصحاب الحرفية العالية في سرعة الكشف عن الخلية الإرهابية في مدينة السلط، فهم حُماة الوطن ودرعه الحصين الذين كانوا ولا زالوا بالمرصاد لقوى الشر والظلام والإرهاب ودعاة الفتن والفوضى.