اخوتنا في النقابات لهم كل الاحترام والتقدير كقوى مهنية ومؤسسات تطويرية وكشريك وطني ذات قوة قادرة على التأثير الواضح على طبقات مثقفة من ابناء الوطن وبنفس الوقت انعكاس ذلك على شرائح المجتمع الاخرى . فالدور المطلوب من النقابات يعتبر من الادوار الاهم لمؤسساتنا الوطنية , كون اعضاء هذه النقابات من المثقفين , الواعين و اصحاب الرؤى البعيدة , ومن الحريصون على ابقاء حالة التوازن المجتمعي وتقارب الشرائح وحماية طبقات المجتمع وخاصة الوسطى باعتبارها الطبقة الاكثر مساحة والاكثر انجازا وعطاءا في المجتمع الاردني.
ينظر الناس للاخوة في النقابات على أنهم اكثر شرائح المجتمع دفاعا عن حقوق الناس والمواطنين , وهم الاعظم حجة والاكثر تبريرا في مسائل المحاججة مع الحكومات وفي اي قرار يمكن ان يؤثر على حياة الناس , هكذا يدرك الناس وهكذا يريدون ان تكون النقابات خاصة اذا قصرت المؤسسات التشريعية وشعر الناس بان مجلس الشعب قد خلع ثوب الشعب وارتدى القبعة والباكور الطبقي وتناسى أن للناس حقوق عليهم .
غير مقبول لدى الناس على الاطلاق وغالبيتهم من الطبقات المسحوقة أن يرو ان النقابات ترفع اجور الاطباء ؟ غير مقبول أن يرى الناس أن من يرون فيهم المدافع عن حقوقهم , هم انفسهم من يبادرون في رفع اجور الاطباء , وبغض النظر عن أي تبرير تضعة جمعيات نقابة الاطباء او جالسي طاولة القرار .
فما شهدناه من هبة وطنية شاملة لم يكن مجرد سخط على قضية الرفع فحسب بل استنكارا ورفضا لأن ياتي مثل هذا القرار من أي نقابة مهنية , فبالامس تخرج النقابات لتؤجج الشارع حول قانون الظريبة , وتأتي اليوم لتطلب رفع الاجور ؟!
التعامل مع الاسباب سهلة والاتفاق مع شركات التأمين تحتاج الى جلسات والوصول لقواسم مشتركة , خاصة وأن الخاسر في نهاية المطاف هو المواطن , فحين تصر شركات التأمين على رفع الرسوم والنسب وتنوع في رفعها لمختلف صنوف الخدمة فان النقابات قادرة على الوصول الى اتفاق مع هذه الشركات بالضغط عليها والشعب جميعا معها , بحيث تبقى التسعيرة ضمن النسب المقبولة وكما تحدث نقيب الاطباء الدكتور العبوس : من أن التسعيرة سيعاد البت بها بحيث لا تخرج عن ما هو متداول .
ندرك أن هناك شريحة كبيرة من الاطباء مظلومين , وأن دخلهم لا يساوي الكثير من مصاريف عياداتهم , لكن اطباء محدودين هم من يغالون بالأجرة ويقيمون اشبه بالمستشفايات في عياداتهم بحيث لا يخرج المريض باقل من دفع مبالغ لا تقل عن 200 دينار .
الظرف الاقتصادي الحالي لا يسعف احد في أن يزيد عبئا على لمواطن ولوبقرش واحد وأن التوقيت السليم هو حالة الانفراج والنمو الذي نتأمله مع حلحلة الاوضاع السياسية من حولنا ؟!.
ندرك بأن شريحة لا باس بها من الاطباء , ومكاتب الهندسة ستتأثر بقانون الضريبة , وأن الضريبة ستطول جانبا من دخلهم , إلا أننا بحاجة للقول أنه من الضروري أن يشارك الجميع في دخل هذا الوطن , وأن يمنوا ابناءنا وخاصة من يفتدي بلاده بروحة , ويحمي ابناء وطنه بدمائه , فهل اغلى من الروح شيئا ؟؟ .
كلنا لا يحب ظلم هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا التي نكن لها التقدير والاحترام , ولكن يجب علينا أن لا ننسى الانسان الاردني , فهو أغلى ما نملك .