يقوم الملك ، صبيحة امس ، بزيارة وحدة شؤون المرضى ، بعد الشكاوى التي انهمرت عليها ، حتى بات اسمها وحدة شؤون الفوضى ، والملك يزور الوحدة متخفيا لابسا ثوبا اسود ، متلثما بشماغه الاحمر ، متكئا على عصاه ، التي على ما يبدو له فيها مآرب اخرى ، ووكالة "عمون" الاخبارية التي انفردت بالخبر ، الذي شهد دخولا هائلا ، لقراءته من داخل الاردن وخارجه.
الملك يعرف كثيرا من الممارسات الخاطئة ، ولديه عيون في كل مكان ، وتصله تقارير رسمية ، حول ما يجري ، فهو حاضر في المشهد المحلي بكل قوة ، وقد ارسل عشرات الرسائل السابقة ، حول اوضاع الناس ، من زيارة المستشفيات ، الى زيارة البيوت ، مرورا بالمؤسسات ، والملاحظات التي يبديها شفاهة للمسؤولين ولمن حوله ، والملك يعرف ان هناك اخطاء تجري ، يحاول البعض ترقيعها ، آخرها ما يتعلق بمعاملة الناس في وحدة شؤون المرضى ، والدور الطويل وحضور الناس من مواقع بعيدة ، ومحافظات ، وارجاعهم من اجل ورقة ، بالاضافة الى تراجع مدة كتب الاعفاءات الى ثلاثة شهور ، وهي مدة لا تكفي لموعد مع طبيب واحد ، فكيف بعدة مواعيد للاطفال ومرضى السرطان والقلب ، وكان السؤال لماذا.. لا يتم منح المرضى اعفاءات لستة اشهر او لعام ، وهل اعفاء الستة شهور او العام ، سيهدر النفقات ، ومن هو ذاك الذي يستمتع اساسا ، باستخدام هكذا كتب.
عصا الملك ، التي توكأ عليها في زيارته التي تخفى خلالها ، ليست لمجرد التوكؤ ، بل فيها رسائل اخرى ، ومآرب اخرى ، كتلك العصا الشهيرة ، هي عصاه الثقيلة على كل مسؤول لا يعمل ، وعصاه الثقيلة على المخالفات وعلى من يخربون خطط تطوير البلد والنهضة به ، هي عصاه ايضا ، التي يشهرها في وجه من يستمتعون بتعذيب الناس في كل مكان ، ولو ذهب سيدنا اعزه الله ، الى مواقع اخرى ، كمستشفى فيصل في الرصيفة ، او طوارئ البشير ، او الى مواقع اخرى ، لشاهد بأم عينيه النقص في الخدمات واسلوب التعامل مع الناس ، وكيف يستمتع موظفون معقدون بلباس مكوي منذ الف عام ، وربطة عنق من ممتلكات الجيش العثماني ، في اتعاب الناس ، وممارسة سلطتهم الواهية ، على كثير من المواطنين.
عشر سنوات مرت على عهد الملك ، خلالها عبر بالاردن ، عبر مخاضات خطيرة وصعبة ، واستطاع ان يجعل الاردن في قلب العالم ، وتسبب بازدهار في كثير من القطاعات ، وما زالت المهمة صعبة وطويلة وواجبنا مساعدته ، لا.. البحث عن وظيفة فقط ، او موقع ، او كنية وظيفية ، وواجبنا التوقف عن التنظير ، والافتاء في كل شيء ، ولعبة المعاكسة لكل توجه ، وان نؤمن ان الملك ابن عصره ، يريد لهذا البلد ان يبقى تحت الشمس ويتطور ، ويزدهر ، لانه يؤمن ان الاردن وجد ليبقى ، اوجدته ارادة الله منذ الازل.
شكرا للملك على هذه الزيارة المفاجئة ، ونريد من الاخرين ان يتقوا الله في البلد ، وان لا يعاقبوه ولا يعاقبوا اهله ، بسوء الادارة وسوء المعاملة ، لان كل واحد فيهم يظن ان البلد لم ينصفه ، ويريد ان يصبح وزيرا ، وبما انه لم يصبح وزيرا ، فعلى الاردنيين ، دفع الثمن.
صباح الخير يا جلالة الملك.