متى سننصف الاردن قيادة وشعب
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
18-08-2018 03:40 PM
لله درك يا وطن أقولها دائما كم استوعبت من أحداث ومن أشخاص وكم يحاك حولك الكثير من الدسائس والمكائد وتتحمل طعنات الخناجر في الخاصرة ودس السم من قبل المغرضين لكنك صامد كجبل لا يهزه ريح عاتية ولا تقهره الضربات القاسية ولا الأمطار الجارفة.
لعلنا نتعرض منذ زمن الى هجمات شرسة ليست من دول بقدر ما هي من أشخاص ممن انزرع السم في نفوسهم والحقد في قلوبهم وضمائرهم اتجاه هذا البلد المغوار الذي كان وما يزال ملجأ وملاذا لكل ضعيف وطريد ومشرد ولكل طالب أمان، لعلك يا وطني ( لم تكن يوما بالتاريخ بل بنيت تاريخك من المجد والعلياء) بما قدمته لباقي الشعوب، وكنت تعمل بصمت دون طلب المدح أو كلمات شعر من شعراء أو أغنية مجد تنسج باسمك.
ولعلنا نرى أنك وقفت مع كافة الأطياف والدول، وتركوك وحيدا تواجه الزوابع في جميع المحافل تعاني وترد الصدمات التي وجهت الى صدرك، لم نسمع أنك شردت بشراً ولا يتمت طفلا ولا دمرت منزلاً ولا أشعلت حرباً، ولا قيدت فكر المواطنين، ولا لجمت ألسن المعبرين، ويحي، وبعد كل هذا يظهر في وجهك من سيست أفكارهم ودفعت لهم الأموال وباعوا الضمير وجعلوا الوطن ( دار ممر لا دار مقر) ليزرعوا في عقول الآخرين سمومهم المدسوسة في أحشائك، ويحاولوا وضع الخطوط السود على خريطتك، هؤلاء غربان الشر تنعق في زمن لم يعرفوا أن أبناء البلد ليسوا بتفكيرهم القديم وقد أزالوا النظارات التي وضعت لهم ليكونوا مهمشين وغائبين عن بلدهم وحقوق بلدهم، النظارات التي أجبروا في بعض المواقف أن يضعوها على عيونهم لتجري من تحتهم مياه المغرضين.
ولكن آن للبلد أن يرفع رأسه ويمعن النظر باعدائه، وآن لنا أن نقف جميعا مفتخرين ببلدنا ووطنيتنا وحضارة أردننا، الفساد موجود في كافة بلدان العالم ويفوق الأردن بدرجات ودرجات، الفاسدين مزروعين في كافة البلدان وهم ليسوا حكر على الاردن فقط، ولكن إذا لم يكن لنا هوية ثابته ومبدأ ثابت فلن يكون لدينا وطن، ( وطن لا نحمية ولا نفاخر فيه لا نستحق العيش فيه).
ولعلنا وضعنا يدنا على جرح عانا منه الوطن مرات ومرات ولكن آن لنا أن نداوي جروحه ونكون له (الزند والعتاد) فنحن جميعا رصاصات جاهزة لدفاع عنه، ونحن عقول إبداعية لرفع إسمه في جميع المحافل.
ولن أقول الا (يا أردن، سيبقى حبك عالمي، وعشقي اليك ينتمي، يوما سيخربك الهواء، أني زرعتك في دمي).