شطبوا ضريبة الدخل .

حثت رئاسة الوزراء المواطنين على الإجابة على إستبيان نشرته على موقعها على الإنترنت حول ضريبة الدخل والضرائب بشكل عام , بالفعل إستجاب عدد كبير من المواطنين لدرجة أن الرئاسة الجليلة تباهت بالعدد في خبر صحافي .

أستطيع أن أقرر سلفا أن الإجابة على كل الأسئلة التي تضمنها الإستبيان سلبية , فلا أحد مع الضريبة والناس تكره دفع الضرائب وهي لا تريد أن تستمر في دفعها , والنتيجة أن الضرائب ومنها ضريبة الدخل يجب أن تشطب تلبية لنتائج الإستبيان المحسومة سلفا .

ما هكذا تورد الإبل يا حكومة , هل يسأل الناس إن كانوا يرغبون في تسديد إلتزاماتهم للخزينة بالطبع هم يتهربون .

من الأسئلة مثلا : هل تعتقد أن العبء الضريبي في الأردن عادل (مقارنة مع مستوى دخل الفئات محدودة الدخل والفقيرة والأعلى دخلاً . طبعا ستأتيك الإجابة بلا .

سؤال آخر : هل تفضل مبدأ التصاعدية (زيادة نسبة الضريبة مع زيادة الدخل) في تطبيق ضريبة الدخل، أم تحديد نسبة ثابتة مقطوعة على مختلف الفئات , الإجابة لا تصاعدية ولا تحديد نسبة , فالجميع سيفضل الإعفاء .

أما السؤال الذي توقفت عنده كثيرا وهو : هل تعتقد أن قيمة ضريبة المبيعات عادلة , لا وألف لا , يمكن قراءة هذه الإجابات من كل من شارك في تعبئة الإستبيان .

بدوري أريد أن أسأل الحكومة : هل ستشطب الضرائب في حال كانت الإجابات كلها سالبة ؟.. أم هل ستخالف رأي الناس وقد تعهدت بأن تستجيب لهم في كل شيء .. هذه شعبية مفرطة .

فرص عمل بالجملة والمفرق

من انجازات مديرية التفتيش عن العمالة الوافدة في وزارة العمل أنها وخلال الأشهر السبعة الاولى من العام الحالي،قامت بتسفير 4987 عاملا وافدا لمخالفتهم أحكام قانون العمل.

نؤيد بشدة هذه الإجراءات لتصويب سوق العمل ما دام الهدف هو إحلال العمالة المحلية محل الوافدة , على أنني أسأل وزير العمل راعي هذه الحملات العرمرمية التي أسفرت عن هذا الصيد الثمين , هل شغل 4987 عاملا أردنيا محل هؤلاء أم ترك المقاعد للفراغ وقال « دبروا حالكم .

حكاية إحلال العمالة المحلية في محل الوافدة تشبه قصة إبريق الزيت في تجريب الحلول التي لم تنفع , فلا عيب في « الإبريق « سوى قدمه، لكن استبداله بآخر جديد بعد كسره فاقم المشكلة ، فكان كلّما جيء بآخر جديد، ظل الزيت منه يرشح وهكذا فلم يبق الا الندم على الإبريق القديم

مع وزيرة الطاقة في الكهرباء .

قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي ان الأردن من الدول القليلة التي وصلت فيها نسبة التغطية الكهربائية 99 %، وان فلس الريف اسهم في الوصول الى الفئات المستهدفة في مختلف مناطق المملكة.

بقي 1% , في الحقيقة فتشت عن مساحة ال 1% التي لم تصلها الكهرباء في أرض المملكة فلم أجد , والحقيقة أن التيار الكهربائي واصل تمام التمام لكل بقعة وكل بيت وشارع في المملكة , وهذا إنجاز , يرد على سؤال البنية التحتية والخدمات ومنها « وين بتروح المصاري « .

لعل الوزيرة لا تريد أن تبالغ أو لا تريد أن تقع في خطأ التقدير , لكن أقول لها , قولي بالفم الملآن أن الكهرباء واصلة بنسبة 100% .

بالمصادفة كنت أقرأ هذا الخبر بينما أشاهد على محطة تلفزيون لبنانية تقريرا يتحدث عن معاناة الناس في الحصول على الكهرباء في ذلك البلد السياحي الجميل وكيف أن أفرادا عاديين يمتلكون مولدات يبيعون منها الكهرباء للناس بمبالغ كبيرة ومن دون فرق دعم الوقود , لتغطية نقص الكهرباء في إستغلال بشع لحاجات الناس .

وزيرة الطاقة , قولي نعم الكهرباء تغطي المملكة 100% ودون إنقطاع .

سياح الشنطة .

هذه تسمية أطلقتها أنا على نوع من السياح ربما ترغب وزيرة السياحة في رؤيتهم يتكاثرون في المملكة , على شاكلة الهيبيين , قلت ذلك وأنا أقرأ خبرا يقول أن الدخل السياحي لنهاية تموز إرتفع إلى 9ر2 مليار دولار (1ر2 مليار دينار) وبنسبة 7ر13 % مقارنة مع 55ر2 مليار دولار للفترة ذاتها من 2017.

في الحقيقة أثلج صدري مثل هذا الخبر مع أنني لا زلت على قناعتي بأن السياحة إن لم تجلب 10 مليارات دولار هي ليست سياحة , طالما أن ذلك ليس ممكنا فحسب بل ومتاحا بالنظر الى الإمكانات والقدرة والأجواء والمواقع والأمن والسلامة .

تتبعت رحلة سياح الشنطة من الأوروبيين في وسط البلد , هؤلاء لا فائدة ترجى منهم بل إنهم عبء , يجولون وسط البلد , وربما يبتعدون أكثر فيصعدون المدرج الروماني أو القلعة وفي حال وجدوا من يوجه لهم دعوة مجانية سيذهبون الى البتراء ووادي رم وربما الى جرش لكن ليس الى العقبة ولا البحر الميت .

شنطة على الكتف فيها ملابس لشهر , وغرفة في فندق نجمة في وسط البلد بخمسة أو عشرة دنانير في الليلة , كعكة وبيضة فطور الصباح وسيخ شاورما للغداء وصحن حمص وفول للعشاء وربع وقية كنافة تحلية .

هذه هي السياحة الأوروبية التي تسجلها المعابر والمطارات في خلاصة إحصاء عدد السياح.

الراي