أكيد: 41% من مصادر الشائعات خارجية
16-08-2018 02:28 PM
عمون - قال مرصد الاخبار الأردني أكيد، إن الفضاء الإلكتروني المحلي تداول 92 شائعة على مدى الشهور الثلاثة الأخيرة وتحديدا خلال الفترة (5 أيار – 5 آب 2018)، 41% من هذه الشائعات كان مصدرها من خارج الأردن سواء عبر منصات تواصل اجتماعي أو مواقع إخبارية أو وسائل إعلام، وفق رصد أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد".
تناول التقرير، عبر منهجية كمية وكيفية، موضوعات الشائعات المنتشرة على الإعلام الرقمي ( المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي)، وحجم انتقال وانتشار تلك الشائعات إلى وسائل الإعلام الأردنية المحترفة.
لقد عرفت المجتمعات الشائعات في العصور كافة، وهي إما معلومات "مختلقة" بالكامل، أو معلومات تمثّل أنصاف الحقائق، أو هي مركّب من المعلومات المختلقة والصحيحة معا.
وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعية، مثل أوقات الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية وغيرها، ولكن هذا لا يعني اختفاءها في الظروف العادية. ومن المعروف أن الشائعات تروج اكثر في بيئات اجتماعية وسياسية وثقافية دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.
طور " أكيد " منهجية لرصد الشائعات حيث تعرف الشائعة حسب هذا التقرير بانها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنية، التي تداولها أكثر من (5) آلاف شخص تقريبا، عبر وسائل الإعلام الرقمي ، وقد تكون انتقلت منه الى وسائل الإعلام المحترفة".
المؤشرات الاساسية
أظهر رصد "أكيد" أن 70% من الشائعات كان مصدرها منصات التواصل الاجتماعي المحلية والخارجية، و30% من هذه الشائعات صدرت عن وسائل إعلام ومواقع إخبارية محلية وخارجية.
وتوزعت حصة وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للشائعات، على 38% للمنصات المحلية التي يعود أغلبها لأفراد، و25% لمنصات أردنيين من الخارج، و7% هي حصة نشاط اسرائيليين وتحديدا ايدي كوهين الذي يعرف نفسه ب"الأكاديمي والباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط".
كما توزعت حصة وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية البالغة 30% من مصادر الشائعات، على 21% لمواقع إخبارية ووسائل إعلام محلية، و6% لمواقع إخبارية عربية مهتمة بالشأن الأردني أما ال3% المتبقية فكانت لوسائل إعلام سورية ولبنانية مرتبطة بالنظام أو المعارضة السوريتين.
موضوعات الشائعات
وتبين أن الشائعات المتعلقة بالأوضاع السياسية المحلية وتطوراتها خلال الفترة الأخيرة شكلت حوالي 47%، من مجموع الشائعات المتداولة، وحوالي 16% كانت متعلقة بالشأن الاقتصادي المحلي، فيما شكلت الشائعات المتعلقة بالشأن الأمني نحو 14%، والمواضيع الأخرى المتنوعة وأبرزها المواضيع الاجتماعية شكلت حوالي 23%.
أبرز القضايا
ومن أبرز القضايا التي كانت بذرة خصبة لإنتاج الشائعات قضية مصنع الدخان وكانت حصتها حوالي 17% من الشائعات في تلك الفترة ، و9% من الشائعات ارتبطت بتشكيل حكومة الدكتور عمر الرزاز وشخوصها، أما مسألة فترة السفر الأخيرة للملك عبدالله الثاني فقد كانت حاضرة في 7% من الشائعات.
وتحت العناوين العامة بشكل أكبر فقد شكلت الأخبار عن الفساد 29% من الشائعات، وأخبار الحوادث والجرائم 16%، فيما شكلت الأخبار المنوعة المرتبطة بموضوعات الصحة والفن والثقافة نحو 22%.
الشائعات على وسائل الإعلام المحترفة
جاءت مواقع التواصل مصدرا لحوالي 70% من الشائعات، حيث بين الرصد أن المواقع الإخبارية المحلية تبنت 10% من الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعيد نشر 7% من الشائعات عبر تبنيها في مقالات رأي نشرت في مواقع إلكترونية فيما لم تتبنى الصحف اليومية في المواد الإخبارية مثل هذه الشائعات بينما ظهرت بشكل مباشر أو غير مباشر بعض ملامح الشائعات في عدد محدود من مقالات الرأي.
وبعد رصد سلسلة من الشائعات على وسائل الإعلام المحترفة (المواقع الإخبارية الالكترونية ، الصحف اليومية) من مواد إخبارية ومواد الرأي، تبين أن المحتوى الإعلامي الذي تعود أصوله للشائعات يتوزع على أربع فئات رئيسية:
أولا: أخبار زائفة، لا أساس لها، تستثمر جاذبية التركيز الإعلامي على القمة وجاذبية بعض القضايا الحساسة.
ثانياً: أخبار مركبة تعتمد على أنصاف حقائق، بحث تشتمل على معلومات صحيحة، وأخرى إما غير صحيحة أو غير دقيقة.
ثالثاً: التسريبات غير الدقيقة، وقد كان أغلب هذه التسريبات من مصادر مُجْهلة من قبل وسيلة الإعلام، وفي بعض الأحيان تستخدم هذه التسريبات في خدمة مصالح وأجندات سياسية.
رابعاً: التكهنات الإعلامية، وتبرز خطورة هذا النمط من المحتوى الإعلامي حينما يتجاوز المعايير المهنية التي تتيح عرض التوقعات بشكل موضوعي من دون مبالغة أو تهويل.
ان انتقال الشائعات من وسائل التواصل الاجتماعي الى وسائل الإعلام المحترفة يعد تطورا خطيرا ، ومرد ذلك الى الفراغ المعلوماتي من جهة والى نقص في المهنية وفي ممارسات التحقق لدى هذه الوسائل.
دورة حياة الشائعة
تعد وسائل الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي تحديدا الأكثر سرعة في انتشار الشائعات ، وبيئة حاضنة لها ولكنها في نفس الوقت تتيح المجال للاستثمار في السرعة ذاتها في نفي الشائعات وتصحيحها . وتعتمد دورة حياة الشائعة على حجم الفراغ المعلوماتي في موضوع الشائعة وعلى قوة المتبنيين الأوائل وسرعة الاستجابة في نفيها ومن هي الجهة التي تنفيها.
لاحظ رصد (أكيد) لدورة حياة الشائعة خلال هذه الفترة أنه في الأغلب هناك نوعان من الشائعات وفق دورة الحياة الأولى الشائعة قصيرة العمر التي تم نفيها بقوة وبسرعة من مصادر موثوقة وبلغ متوسط عمر هذه الشائعات من يومين الى ثلاثة أيام ، والنوع الثاني الشائعات المركبة طويلة العمر ومعدل عمرها من ستة الى ثمانية أيام، وهذه الشائعات في الاغلب لا يتم نفيها في الوقت المناسب وقد ترتبط بموضوعات غامضة أو غير محسومة أو تقدم حيالها معلومات متناقضة.
يشتمل التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي ثلاث فئات في تناول الشائعات الفئة الاولى : المؤيدون وتبدأ بالمتبنين الأوائل وترتبط قوة الشائعة بحجم تأثير هؤلاء على الشبكة ومكانتهم وحجم متابعتهم الى جانب طبيعة الشائعة ومدى الإثارة والغموض فيها ، أما الفئة الثانية : المترددون وهم عادة يمارسون الاستعلام والبحث عن المزيد من المعلومات ، الفئة الثالثة هم المعارضون ، وتبدأ هذه الفئة بالمعارضين الأوائل ثم تتوسع حسب قوة المعلومات البديلة .
ويرى مرصد "أكيد" أن القاعدة الأساسية في التعامل مع المحتوى الذي ينتجه مستخدمو التواصل الاجتماعي هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقق من مصدر موثوق، وأن الاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقة هذه المعلومات من عدمها أصبح يتسبب بنشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة والشائعات.
ومن هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بانها غير صحيحة أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحتها بعد نشرها خلال الأيام التي تلت النشر.
وكان "أكيد" قد طور ونشر مجموعة من المبادئ الأساسية للتحقق من المحتوى الذي ينتجه المستخدمون، وبصرف النظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئياً أو مكتوباً أو حتى مسموعاً، وقبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتج يتوجب طرح مجموعة من الأسئلة.